كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

الفصل الثانى
تحمل أذاها
وهذا الخلق أعظم مظهر لحسن عشرتها بالمعروف، وأعلى نقطة تصل إليها
رحمته بالجانب الضعيف منها، وكياسته فى جانب الحدة والشدة التى تسيطر
عليها، فحسن المعاشرة له طرفان، طرف ساجى وطرف إيجابى، والطرف السلبى
هو الحد الأ دنى، أما الإيجابى فهو يتفاوت تدرجا، فالطرف السلبى إمساك عن
إيذائها، وتحمل لأ ذاها، والإيجابى ما يكون وراء ذلك من تسلية وإنفاق ومشورة
وغير ذلك. وهذا التحمل فى الحقيقة هو المحك القوى الذى يختبر به مدى ما عند
الرجل من ضبط النفس وقوة الإرادة، وتلك هى المجاهدة التى تقتضى شجاعة
يصمد بها الزوج أمام كل المثيرات.
والأ ذى الذى ندب الشرع إلى احتماله هو ما لا يمس الدين أو يخدش
الكرامة، فهما أعز ما يحرص عليه الرجل الحرفى هذه الحياة. وكثير من النساء
يندفعن لأ تفه الأ سباب، تستفزهن كلمة وتثيرهن إشارة، ولو أراد الزوج أن يناقنق
زوجته الحساب، أو يكيل لها بالكيل نفسه لصرفه ذلك عن رسالته الأصلية،
كرجل شلم إديه الزمام فى داخل البيت وخارجه، ودو تحكم فيه الغضب واستبد به
حب الانتقام لأ دى ذلك فى غالب الأ حيان إلى طلاقها أو ارتكاب أمر شديد
معها.
على أن مما يخفف وقع أذاها على نفس الرجل عدم الغفلة عن أن النساء قد
صبت عواطفهن فى قالب واحد لا يختلف فى جوهره وإن تغير فى شكله أ و
56

الصفحة 56