كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

حجمه،3 وهن فى ذلك الشكل على درجات، وناهيك بزوجات النبى اكليط، وقد
أحسن اختيارهن، وأدبهن بأدب النبوة، فعندهن من العوامل الذاتية والكسبية ما
يرشحهن ليكن مثاليات فى كل شىء، ومع ذلك فالعصمة من بعض الهفوات
ليست من حظ كل البشر مهما كانت درجتهم.
لقد كن يتححزبن ضد رغبته فى حبه لعائشة، أو مكثه عند زينب قليلا
ليشرب العسل، واجتمعن على شكل مؤتمر قررن فيه محاولة صرفه كلي! عن حبه
الشديد لعائشة، وحملن قرارهن فاطمة بنته لعله ينزل على مقتضاه وبعد عدة
سفارات تقوم بها بينه وبينهن تشترك فيها زوجته زينب، ينهاهن عن إيذائه
فى حبها، كما هو مفصل فى مبحث تعدد الزوجات، على ما رواه مسلم
وغيره (1).
وكانت السيدة عائشة إذا غضبت منه هجرت اسمه، حتى إذا حلفت
قالت: ورب إبراهيم، بدل أن تقول: ورب محمد. وقد تنبه اكلي! لهذا، ولما
أخبرها أقرته، كما رواه البخارى ومسلم (2).
روى الشيخان (3) أن أبا بكر وعمر رضى الله عنهما دخلا على النبى اكلم!
وحوله نساؤه وهمو واجم ساكت. فقال أبو بكر: لأ قولن شيئا أضحك به رسول الله
كل!، فقال: يا رسول إلله، لو رأيت بنت خارجة - زوجته - سألتنى النفقة فقمت
إليها فوجأت- كسرت - عنقها، فضحك رسول الله كلف! وقال " هن حولى كما
ترى يسألننى النفقة)) فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها، وقام عمر إلى حفصة
يجأ عنقها، كلافما يقول؟ تسألن رسول اكل! ما ليمم! عنده؟ فقلن: والله لا نسأل
رسول الله شيئا ليس عنده. ثم اعتزلهن شهرا أو تسعا وعشرين. ثم نزلت هذه
الاية (يا أيها النبي قلى لأزوإجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين
أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلأ "! أ الأ حشاب: 28،.
__________
(1) ج 15، ص 205. (2) الزبيدى، ج 3، ص 6 5 2، ومسلم ج 15، ص 3 0 2.
(3) البخارى، طبعة الشعب، ج 7، ص 37، 38، ومسلم، ج 10، ص 1 8.
57

الصفحة 57