كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

وفى رواية لمسلم (1) أن عمر رضى الله عنه قال: والله إن كنا فى ا! اهلية ما
نعد للنساء أمرا حتى أنزل الله فيهن ما أنزل، وقسم لهن ما قسم، فبينا أنا فى أمر
أئتمره إذ قالت لى 1 مرأتى: لو صنعت كذا وكذا! فقلت لها: ومالك أنت ولما
هنا، وما تكلفك فى أمر أريده؟ فقالت لى: عجبا لك يابن الخطاب!! ما تريد أ ن
تراجع أنت وإن ابنتك - حفصة - لتراجع رسول الله حتى يظل يومه غضبان. قال
عمر: فآخذ ردائى ثم أخرج مكانى حتى أدخل على حفصة، فقلت لها: يابنية،
إظث تراجعيق رسول الله حتى يظل يومه غضبان؟ فقالت حفصة: والله إنا
لنراجعه، فقلت: تعلميبئ أنى أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله، يا بنية لا تغرنك
هذه التى قد أعجبها حسنها وحب رسول الله إياها. . . وقال: والله لقد علمت أ ن
رسول الله لا يحبك، ولولا أنا لطلقك.
وفى بعض رواياته أن عمر لما دخل على النبى اكل! بعد ذلك قال: الله
أكبر، والله لو رأيتنا يا رسول الله وكنا مجشر قريش قوما نغلب النساء، فلما
قدمنا المدينة وجدنا أقواما تغلبهم نساؤهم، فطفق نمساؤنا يتعلمن من
نسائهم، فغضبت يوما على 1 مرأتى، فإذا هى تراجعنى، فأنكرت أن تراجعنى،
فقالت: ما تنكر أن أراجعك، فوالله إن أزواج النبى ليراجعنه، وتهجره إحداهن
اليوم إلى الليل.
وأخرج عبد الرزاق. فى مصنفه عن جابر بن عبد الله أنه جاء إلى عمر يشكو
إليه ما يلقاه من النساء. فقال عمر: إنا لنجد ذلك، حتى إنى لأريد الحاجة فتقول
لى: ما تذهب الا الى فتيات بنى فلان - فى العقد الفريد: قيان بنى عدى - تنظر
إليهن، فقال له عبد الله بن مسعود: أما بلغك أن إبراهيم عليه السلام شكا إلى الله
خلق سارة، فقيل له: إنها خلقت من ضلع. فالبسها على ما كان منها. ما لم تر
عليها خربة فى دينها (2).
__________
(1)! 15،ص 85.
(2) تاريخ الخلفاء للسيوطى، ص 96، الحقد الفريد، ج 3، ص 1 0 2.
58

الصفحة 58