كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
وجاء فى المطالب العالية (1): أخرج الدولابى عن أبى أسامة، بإسناد لا بأس
به، أن عمر سأل جرير بن عبد الله عن معاملته لنسائبما، فذكر من غيرتهن
واتهامهن له إذا خرج لحاجة أنه ذاهب إلى ضرتها. فقال عمر: إن كثيرا مثهن لا
يؤمن بالله ولا يؤمن للمؤمنين، ولعل أحدا ما يكون فى حاجة بعضهن، أو يأتى
السوق فيشترى الحاجة لبعضهن فيتهمنه. فقال ابن مسعود: آما علمت أ ن
إبراهيم خليل الرحمن شكا إلى الله درنا - سوءا - فى خلق سارة، فقال له: إ ن
المرأة كالضلع، إن تركتها اعوتجا، وإن قومتها كسرت، فاستمتغ على ما فيها،
فضرب عمر بين كتفى ابن مسعود وقال: لقد جعل الله فى قلبك يا ابن مسعود
من العلم غير قليل. اهـ.
ومما حكى أن امرأة رأت على كتف زوجها شعرة سوداء وهو عائد من
الخارج، فقالت له فى اتهام: لقد كانت رفيقتك الليلة ذات شعر أسود فمن هى؟
وفى الليلة التالية وجدت على كتفه شعرة بيضاء، فقالت: لقد كانت رفيقتك
الليلة عجوزا فما هى؟ وفى الليلة الثالثة اجتهد ألا تكون على كتفه شعرة،
فقالت له، عندما لم تر أثرا لشعر، لقد كانت رفيقتك الليلة "فرعة ". والمغزى
أنها متهمة له صلى أى حال، حتى لو لم تكن هناك بينة أو دليل. ومن الأحاديث
فى تحمل أذاها ما رواه الشافعى وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وأصحاب السنن
الأربعة من حديث لقيط بن صبرة فى وفد بنى المنتفق إلى الرسول عف!، حيث قال
له: إن لى امرأة وإن فى لسانها شيئا - يعنى البذاءة - قال: 9 فطلق! ا إذن لأ قلت:
يا رسول الله إن لها صحبة، وإن لى منها و لدا، قال: فعظها. فإن يكن فيها خير
فستفعل، ولا تضرب ظعينتك ضربك لأمتك " من كتاب حياة الحيوان الكبرى
للدميرى - مادة بهمة.
وقد ذهب رجل إلى عمر يشكو خلق امرأته، فوقف ببابه ينتظر خروجه،
فسمع امرأته تستطيل عليه بلسانها وهو ساكت لا يحير جوابا، فانصرف الرجل
__________
(1) ص! 2،ص 25.
59