كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
قائلأ: إن كان هذا أمير المؤمنين مع زوجته فكيف حالى؟ فخرج عمر فراه
موليا، فناداه وقال: يا هذا ما حاجتك؟ فقص عليه الرجل ما كان. فقال له عمر-
ناصحا - يا هذا إنى أحتملها لحقوق لها على، إنها طباخة لطعامى، خبازة
لخبزى، مرضجة لولدى، ويسكن بها لمحلبى عن الحرام، فقال الرجل: وكذلك
زوجتى يا أمير المؤمنين. فقال له عمر: إذأ فاحتملها فإنها مدة يسيرة - يريد مدة
الحياة - (1). وقد تقدم لك حديث " لا يفرك مؤمن مؤمنة. . ".
وقد بلغ ببعض الصوفية أنه تزوج امرأة سيئة الخلق، فكان يصبر عليها،
فقيل له: لم لا تطلقها؟.فقال: أخشى أن يتزوجها من لا يصبر عليها فيتأذى
بها (2).
ونقل ابن العربى أن رجلا من الصالحين اسمه أبو محمد بن أبى زيد كانت
له زوجة سيئة العشرة، تقصر فى حقوقه وتؤذيه بلسانها، فيقال له فى أمرها
ويقول فى الصبر عليها، فكان يقول: أنا رجل قد أكمل الله على النعمة، فى
صحة بدنى ومعرفتى وما ملكت يمينى، فلعلها بعثت عقوبة على ذنبى، فأخاف
إن فارقتها أن تنزل بى عقوبة هى أشد منها (3).
وكانت " زانتيبى " - قد تنطق جزانتيب - زوجة سقراط تكره الفلسفة،
جاءه زائر ليتحده ث معه فقال له: اخفض صوتك حتى لا تسمعنا زانتيبى فتثور
علينا، فإنها تكره الفلسفة، ولعل أساس هذه الكراهية انصرافه عنها بفلسفته
وعدم الإحساس باهتمامه بها كزوجة.
دخلت عليه مرة وهو شاخص ببصره إلى السماء وغارق فى التفكير فنادته
فلم يرد عليها، فأوسعته سبا وشتما بصوت عال، فلم يفق من سكرة الفكر إلا
عندما سكبت عليه جرة ماء، أتدرى ماذا كان جوابه؟ لقد قال فى هدوء: مازلت
تبرقين وترعدين فلم تسكنى حتى أمطرت (4).
__________
(1) مجلة نور الإسلام، عدد رمضان 368 ا هـ.
(3) تفسير إلقرطبى، جه، ص 8 9.
60
(2) ايلاحياء، ص! 3، ص 9 8.
(4) انظر مجلة العربى، مارس 1971.