كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

إن الزوج إذا لم يضبط نفسه للمضايقات التى يراها من زوجته لمحد يؤدى به
الغضب إلى إجراء قاس يندم عليه بعد أن تهدأ أعصابه. وفى حادث أوس بن
الصامت مع خولة بنت ثعلبة عبرة، فقد أراد منها ما يريد الرجل من زوجته
فامتنعسسا، ولعلها كانت لها وجهة نظر فى ذلك، فقال لها: أنت على كظهر أمى،
وكان به لمم، فندم على ذلك، وكان ما كان مما هو مذكور فى أول سورة المجادلة،
وهى قصة رواها بأسانيدها أهل السنن (1).
وأرى من الخير إذا رأى الزو! من زوجته ما يغضبه أن يسارع إلى إغلاق
باب المناقشة معها، حتى لا تتأزم الأ مور، ويساعد على ذلك هجر المكان إلى
مكان آخر إلى حين، فإن تغيير الجو يؤثر فى تغيير الحالة النفسية. وذلك ما كان
يلجأ إليه النبى كل! ط! والعقلأ من أمته. وقد تقدم لك اعتزاله فى المشربية لنسائه،
وأخرج الشيخان خبر مغاضبة فاطمة لعلى وخروجه للقيلولة فى المسجد،
واستعطاف النبى له وتكنيته أبا تراب (2).
وإذا كان الإسلام يأمر الزوج بتحمل أذى زوجته فإنه ينهاه بالتالى عن
ضحربها لأ سبابه تافهة، أو لأ خطاء يمكن إصلاحها بغير هذه الوسيلة، التى هى
مظهر من مظاهر التسلط على المرأة والقسوة فى معاملتها التى تشتد بصورة
بالغة، كما عند سكان هضبة التبت أو همج القدماء من اليونان والرومان، وكانت
قريش تمارسه فى الجاهلية، كما يحكيه عمر في الحديث السابق لرسول الله كلي!.
والضرب ينفر الزوجة من إلزوج،! اذا عرف به الرجل لا ترضى به النساء
زوجا، فعندما استشارت فاطمة بنت قيس رسول الله كلدط فى خطبة معاوية وأبى
جهم لها، قال عن أبى جهم " لا يضع العصا عن عاتقه " وفى رواية " وأما أبو جهم
فرجل ضراب للنساء2" (3). والحديث بتمامه مذكور فى بحث اختيار الزوجين.
__________
(1) زاد المعاد، ج 4، ص ه 4 1، الزرقانى على المواهب، ج 2، ص 2 1 2.
(2) البخارى- طبعة الشعب، ج 8، ص 77، والزبيدى، ج 2 1 2، الزرقانى على المواهب، ج ا،
ص ه 39.
(3) رواه أبو داود باسناد صحيح.
61

الصفحة 61