كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
وقد نهى النبى عهي! عن ضرب! النساء، فعن إياس بن عبد الله بن أبى دياب
قال: قال رسول الله كل! (ا لا تضربوا إماء الله أ. فجاء عمر إلى رسول الله كلي! فقال:
النساء ذئرن على أزواجهن - اجترأن عليهم - فرخص رسول الله جمد! فى
ضربهن، فأطاف - أحاط - باس رسول الله كلي! ن! اء كثير يشكون "أزواجهن،
فقال رسول الله! " ولقد أطاف باس بيت محمد نساء كثير يشكون أزواجهن،
ليس اولئك بخياركم " (1).
وتظهر الحكمة فى عدم ضربهن من قوله كلي! " يعمد أحدكم فيجلد امرأته
جلد. البعير، فلعله يضاجعها من آخر يومه! (2). ذلك أن الضرب ينفر القلوب
ويبإعد بين انسجام الزوج مع زوجته، وهو غير مستغن عنها وعن التمتع بها،
ذلك التمتع الذى لا يكمل إلا بالرضاء والقبول. فليبق لنفسه مكانا يحتل به
قلب زوجته، فلا يسرف فى ضربها، أو يتعسف فى مؤاخذتها.
والضرب لا يلجأ إلي! إلا إذا تعين وسيلة للتأديب بعد إفلاس الوسائل
الأخرى. وحينئذ يرخص فيه الشرع، على ما سيأتى بيانه عند الحديث عن
تأديبها. والنبى كلي! كان لا يلجأ إلى ضرب إحدى زوجاته إلا عند الضرورة، ومع
ذلك كان خفيفا لينا كما أوصى، بل كان يكف غيره عن هذا الضرب رحمة
بهن. أخرج الطبرانى فى الأ وسط والخطيب فى التاريخ عن عائشة أنه جرى بين
رسول الله كلي! وعائشة كلام، حتى أدخلا بينهما أبا بكر حكما، واستشهدها
فقال رسول الله جمد! " تكلمينه أو أتكلم أ؟ فقالت: بل تكلم أنت ولا تقل إلا
حقا. فلطمها أبو بكر حتى دمى فوها، وقال: ياعدية نفسها، أو يقول غير الحق؟
فاستجارت برسول الله عد! وقعدت خلف ظهره. فقال النبى كلي! " لم ندعك
لهذا، ولا اردنا منك هذا)) (3).
__________
(1) رواه البخارى عن عبد الله بن زمعة.
(2) مسلم، ج 7 1، ص 88 1 - رياض الصالحين، 1 4 1.
(3) كشف الغمة، ج 2، ص 16 1، 17 1، وهى قصة طويلة طريفة، وسند الخطيب ضعيف،
الإحياء،! 2، ص 0 4.
62