كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
الفصل الرابعالغيرة عليها ومراقبة سلوكها
بعد أن علمها الزوج ما يجب عليها وما يجب لها، يجب عليه أن يراقب
تنفيذ هذه التعليمات وما يجب أن تتحلى به من صفات بوجه عام. والذى يدفع
إلى هذه المراقبة هو الشعور بخطورة دورها ووضعها كامرأة وكزوجة وكمربية
وكمديرة. والإحساس بأهمية التوجيهات التى وجهها بها وضرر الإهمال فيها،
وهذا الإحساس هو ما يعطى معنى الغيرة.
والغيرة على الحرمات بوجه عام أمر محمود شرعا، وله اثاره الطيبة فى
صلاح الفرد والمجتمع، وهى تقوم على ركنى الأ مر بالمعروف والنهى عن المنكر،
وتشجيع الخير ومحاربة الشر، والنصوص العامة الواردة فى ذلك كثيرة، لا داعى
لذكرها هنا.
ومسئولية الزوج فى هذه المراقبة كبيرة تزيد على مسئوليته العامة كفرد فى
المجتمع الكبير. فهو فى البيت يملك من وسائل تقويم السلوك ما لا يملكه خارج
المنزل. لذلك كانت معسئوليته مضاعفة، تقل الأ عذار عند التهاون فيها. وهو
المسئول المباشر كفرد يتعين عليه القيام قبل غيره بهذه المهمة، لا كرجل عادى
يخفى أن يقوم غيره بهذا الواجب فى المحيط الاجتماعى الواسع.
وقد حذر الإسلام من التهاون فى هذا الواجب. ففى الحديث الشريف
" ثلاثة حرم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة، مدمن الخمر والعاق والديوث
ا! ذى يقر فى أهله الخبث " (1). وفى رواية " ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا، الديوث
__________
(1) رواه احمد عن عبد الله بن عمر واللفظ له، والنسائى والبزار والحاكم، وقال: صحيح
الإسناد.
69
