كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

والرجلة من النساء ومدمن الخمر" (1). وفسر الديوث بالذى لا يبالى من دخل
على أهله (2). ويعبر عنه أيضا بلفظ " قنذع أو قنذوع " بالذال أو بالدال. يقول
وهب، مصورا حال الرجل الذى لا يغار على أهله: الرجل إذا رأى على أهله سوءا
فلم يغر على ذلك بعث الله طائرا فيقف على طرف حاجبه الأعلى أربعين يوما،
فإن غار وأنكر طار، وإن لم يغر جاء يضربه بجناحه على عينه، فلو رأى على بطن
أهله رجلا لم ينكر ولم يغر على ذلك، فذلك القندع الديوث الذى لم ينظر الله
إليه (3).
يقول الحافظ المنذرى فى الترغيب والترهيب (4) بعد ذكر حديث الديوث:
رواته ليس فيهم مجروح. وفى محاضرات الأ دباء للاصفهانى (5): أن امرأة قالت
لزوجها: يا ديوث يا مفل!، فقال فى برود: واحدة من الله " أى الإفلاس ".
وواحدة منك، فما ذنبى أنا؟ وكان لرجل امرأة تتك! سب وتطعمه، فطلقها وتزوج
عفيفة، فلم يجد ما كان يجده، فذكر ذلك لها، فجاء يوما. فوجد طعاما وشرابا.
فقال: من أين هذا؟ قالت: زارنا فلان فأكل وشرب وجامع وحمل إلينا طعاما
وشرابا وحلواء. وهذا نصيبك منه. فقال: إذا تعاطيت مثل هذا فإياك وإخبارى
بتفاصيل ما يجرى فإنى غيور.
ومثل هذه الفكاهات قد تكون من نسيج الخيال، وقد تكون فى وسط غير
إسلامى، ومهما يكن من شىء فإنها تدل على أن الرجل الذى لا يغار على امرأته
يتبلد حسه ولا يبالى ما تفعل، ومثل هذا الرجل موجود فى العصر الحديث بكثرة
فى الأ وساط التى يقال إنها راقية، فإن من مظاهر رقيهم عدم الغيرة على الزوجة،
فلها أن تراقص غيره أمامه وبإذنه، ولها ما هو أكثر من ذلك.
ولفظ (الرجلة دأ ضبطها المنذرى فى كتابه " الترغيب والترهيب إ (6) بكسر
الجيم ونص على ذلك، وضبطت فى بعض الكتب بضم الجيم كأنها تأنيث رجل.
__________
(1) رواه الطبرانى عن عمار بن يادر. (2) الترغيب والترهيب، ج 3، ص 4 0 1.
(3) مفيد العلوم للخوارزمى، صا 1 2. (4) ج 3، ص 37.
(5)! 2، ص 0 4 1. (6)! 3، ص ه 13.
70

الصفحة 70