كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
وعندما اعتل بعير صفية رضى الله عنها وهى فى يسفر مع النبى اكل! ط، وفى
إبل زينب بنت جحش فضل، طلب منها بعيرا لها، فقالت: أنا أعطى اليهودية؟
فتركها النبى اكلي! ذا الحجة والمحرم وبعض صفر، ولا يأتيها حتى يئمست منه، كما
قالت زينب (1). وورد عن عائشة أنها قالت: قلت للنبى اكليط: حجك من صفية
كذا وكذا، تعنى قصيرة، فقال لها "قد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر
لمزجته لأ (2).
وفى مبحث تعدد الزوجات أن النبى كل! لم يطع عائشة عند التخيير، فى
إشارتها عليه بعدم إخبار نسائه بأنها اختارته، قائلا " إن الله لم يبعثنى معنتا ولا
متعنتا ولكن بعثنى معلما ميسرا " (3).
(1) على الرجل أن يراقب زوجته فى حقوق الله تعالى، فلا يقرها على
ما ارشدها إليه مما هو مذكور فى الفصل السابق، ولا يقرها على ترك الصلاة
والعبادات الأ خرى، غير ملتفت إلى تعللها بكثرة الأ عمال المنزلية ومطالب التربية
للاولاد وما إلى ذلك، فهى إن فرطت فى حق الله فستفرط فى باقى الحقوق من
باب أولى، فإن أقرها على هذا التهاون كان شريكا لها فى الإثم، كما سبق بيانه،
ومما يؤسف له أن كثيرا من الأ زواج يفرطون فى أداء العبادات، فكيف يطالبون بها
الزوجات والأولاد؟
إذا كان رب البيت بالطبل ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
إن سلوك الرجل ينعكمعلى سلوك الزوجة والأولاد، كالظل الذى يحكى
صاحبه استقامة وانحرافا، وقد قال القائل:
متى يستقيم الظل والعود أعوج وهل ذهب صرف يساويه بهرج؟
__________
(1) رواه ابو داود عن سمية عن عائشة وكذا ابن سعد فى الطبقات، الترغيب، ج 3،
ص 4 0 2، وقال المنذرى: سمية لم تنسب.
(2) رواه أبو داود والترمذى والبيهقى، وقال الترمذى: حسن صحيح - الترغيب، ج 3،
ص 4 0 2.
(3) رواه مسلم -! 0 1، صا 8، 4 9.
72