كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
(ب) عليه أن يراقبها فى إدارتها للمنزل ورعاية شئونه وتدبير موارده
ومصارفه، وليكن يقظا بصيرا بما يجرى حوله، فلا يترك لها الحبل على الغارب
تتصرف كما تشاء فى الأ مور التى تمسه وتمس مصلحة البيت بوجه عام. ولا
ينبغى أن يذهب به حسن الظن إلى درجة عدم محاسبتها على ما تفعل وتترك،
فإن ذلك ليس من الكيس، كما لا ينبغى أن تذهب به الرقابة إلى حد التدخل فى
كل شىء مما يكون من اختصاصها بالذات، فإن ذلك يوقع فى قلبها الشك ويمس
شخصيتها، فتحس بأنها كمية مهملة، أو قاصر لا تستحق الاستقلال فى أ ى
تصرف.
لا ينبغى لك أيها الزوج أن ت! سيىء الظن بكل تصرفاتها، مؤولا لأ عمالها
بادىء ذى بدء تأويلا فيه تهمة، فإن ذلك مدعاة إلى النفور، بعيد عن الحكمة
واللباقة فى سياسة البيوت.
أحذرك أن تكون كالحارث بن كلدة الثقفى زوج الفارعة بنت همام، فقد
ذكر المسعودى فى مروج الذهب أنه دخل عليها فى وقت السحر فوجدها
قتخلل- خرج فضلات الطعام من بين أسنانها- فطلقها، ولماسألته السبب قال:
دخلت لجك فى السحر فوجدتك تتخللين، فإن. كنت بادرت الغذاء فأنت
شرهة، وإن كنت بت والطعام بين أسنانك فأنت قذرة. فقالت: كل ذلك لم
يكن، ولكنى تخللت من شظايا السواك، فتزوجها بعده يوسف بن الحكم الثقفى
الذى أولدها الحجاج (1). وقد ذكرها ابن عبد ربه عن المغيرة بن شعبة مع الفارعة
حينما انفلتت من صلاة الصبح (2).
كما أحذرك من التهاون التام الذى يجعلك فى نظرها صفرا على الشمال،
تأكل وتضرب كما تأكك وتضرب الأ نعام، قانعا يذلك فى مقابل راحتك من
هموم الإدارة والمسئولية المنزلية، لا أريدك كالذى وصفته زوجته الأ عرابية (3)،
__________
(1) حياة الحيوان للدميرى،! ا، صا 1 2.
(3) الإحياء،! 2، ص 1 4.
(2) العقد الفريد، ج 3، صه.
73