كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

هذا، وقد نزلت هذه الآيات على إثر حوادث حدثت، رواها البخارى
ومسلم وغيرهما، وإليك ما لخصته من هذه الروإيات:
فى شهر شعبان من السنة التاسعة للهجرة عندما انصرف رسول الله كلف! من
تبوك إلى المدينة حدث أن ظهرت حادثتا زنى، كان الزانى فيهما واحدا، وهو
شريك بن الصحماء البلوى، والسحماء السوداء، وأمه كانت كذلك، وأبوه هو
عبدة بن الجد بن العجلانى، وقد اتهم يالزنى بامرأة عويمر بن الحارث - أو ابن
أشفح بن زيد بن حارثة بن الجد بن العجلانى، الذى شهد غزوة أحد مع
النبى بممط، واسمها محولة بنت قيس، وكانت هى وزوجها وشريك، بنى عم
عاصم.
كما اتهم شريك بالزنى بامرأة أخرى هى زوجة هلال بن أمية الواقفى، أحد
الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك، وتاب الله عليهم، والاخران هما: كعب بن
ماطث ومرارة بن الربيع. واختلف فى أى الحادثتين كان أسبق، ولا داعى هنا
للاهتمام بتعيين السابق منهما.
وكانت الاية التى تقضى بحد القاذف ثمانين جلدة عند عدم الشهود قد
نزلت. وظن الصحابة أنها تشمل الأ زواج وغيرهم، فقال سعد بن معاذ- وفى
رواية مسلم: سعد بن عبادة -: يا رسول الله، إن وجدت على 1 مرأتى رجلا أمهله
حتى اتى بأربعة؟ والله لأ ضربنه بالسيف غير مصفح - بفتح الفاء أى مائل - فقال
النبى كل! إ أتعجبون من غيرة سعد؟ فوالله لأنا أغير منه والله أغير منى، من أجل
غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا شخص أغير من الله ".
وجاء فى بعض الروايات - بسند ضعيف - أن رجلا من الأ نصار قال، عند
ذكر النبى كل! لغيرة سعد، إن سعدا غيور، ما تزوج ثيبا قط، ولا قدر رجل منا
أن يتزوج امرأة طلقها. كما جاء فى آخر هذه الرواية أند رجلا قال: علام يغار الله؟
فقال النبى كلال! إ على رجل جاهد فى سبيل الله يخالف إلى أهله " أى يحل محله
عند غيابه، والحديث فيه انقطاع، وبعض رواته ضعيف (1).
__________
(1) المطالب العالية، ج 2، ص ه 7.
76

الصفحة 76