كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
سيدنا عمر بن الخطاب كان يغار على نساء النبى كلم! أن يراهن أحد، تقديسا
لحرمتهن، وإكراما لصلتهن به، وقد نزل بذلك الحجاب، على ما هو مفصل فى
الجزء الثانى من هذه الموسوعة.
قال أبو رافع: كان عمر رضى الله عنه كثيرا ما يقرأ سورة يوسف وسورة
الأ حزاب فى الصبح. وكان إذا بلغ " يا نساء النبى " رفع بها صوته. فقيل له فى
ذلك، فقال: أذكرهن العهد (1).
وفى هذا المثل ضربة قاضية لأولئلث الذين وضعتهم مراكزهم موضع الاحترام
من الناس، ومع ذلك ماتت فيهم الغيرة، وخفت صوت الضمير، فسمحوا
لنسائهم بمجالسة الأ صدقاء وغير الأصدقاء، ومعاقرة الخمور والنزول إلى حلبة
الرقص، مستريحين لهذه الأوضاع التى تقضى بها المدنية الحديثة، وتنادى بها
المناصب العالية. ألا قاتل الله كل ديوث!!
وقد عرف النبى كلي! فى عمر هذه الغيرة، ووقف منها موقف الاحترام حتى
فى عالم الأ حلام، فقد روى البخارى ومسلم عن أبى هريرة أن الرسول كلي! قال
" بينا أنا نائم رأيتنى فى الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، قلت: لمن هذا
القصر؟ قالوا: لعمر، فذكرت غيرتك، فوليت مدبرا " فبكى عمر وقال: أعليك
أغار يا رسول الله؟ (2).
وقد تقدم ذكر غيره سعد بن عبادة أو ابن معاذ، وكان الحسين بن على
يقول: أتدعون نساءكم يزاحمن العلوج فى الأسواق؟ قبح الله من لا يغار (3)،
وضرب معاذ بن جبل امرأته لأ نها نهظرت إلى الطريق من كوة فى بيتها، ولأ نها
أعطت غلامها- أى مملوكها- تفاحة أكلت منها (4).
فأين من ذلك تلك المظاهر التى عفت على اثار الشرف، وكادت تمحو
البقية الباقية من الغيرة، تعج بها حفلات أبيحسسا، بل نظمت وشجعت فيها
__________
(1) القرطبى، ج 4 1، صه 7 1. (2) رواه مسلم، ج؟ ا، ص 3 6 1.
(3، 4) الاحياء،! 2، ص 3 4.
78