كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

المشاركة فى احتساء الخمور من غوان فاتنات مع ذئاب مفترسة ضارية، وسخت
النفوس فيهابالقبلات الحارة والخاصرة الفاجرة، وما يتبع ذلك عند انطفاء الا! نوار،
مما نعف القلم عن الخوض فيه، فهو لا يخفى على بصير!
كان روح بن زنباع يغار على زوجته هند بنت النعمان بن بشير أشد الغيرة
فأشرفت يوما تنظر إلى وفد جذام كانوا عنده، فزجرها، فقالت: والله إنى لأبغض
الحلال من جذام - قبيلة زوجها- فكيف تخافنى على الحرام فيهم؟ وقالت له
يوما: عجبا منك، كيف يسودك قومك وفيك ثلاث خصال؟ أنت من جذام،
وأنت غيور، وأنت -جبان، فقال لها: أما جذام فإنى فى أرومتها، وحسب الرجل
أن يكون فى أرومة قومه. أما الجبن فإنه مالى إلا نفس واحدة، فأنا أحوطها، فلو
كانت لى نفس أخرى لجدت بها، وأما الغيرة فأمر لا أريد أن أشارك فيه. وحقيق
بالغيرة من كانت عنده حمقاء مثلك، مخافة أن تأتيه بولد من غيره فتقذفه فى
حجره، فقالت:
وهل هند إلا مفرة عربية سليلة أفراس تجللها بغل
فإن أنجبت مهرا عريقا فبالحرى وإن يك إقراف فما أنجب الفحل
رويت فى القافية الأولى بلفظ نغل، وهو الخسيس من الحيوان، كما قاله
الدميرى فى حياة الحيوان، وقال فى مختار الصحاح: هو الفاسد النسب (1). وفى
النجوم الزاهرة فى الشطر الأ خير: فمن قبل الفحل. ويكون فى اببيت اقواء (2).
وقصتها ستأتى بتمامها فى الباب الثانى.
ويعجبنى فى هذا المقام الموقف الرائع الذى مثله رجل قاضته زوجته إلى
القاضى موسى بن إسحاق الخطمى بالرى 286 هـ، مدعية عنيه خمسمائة درهم
مهرا، فأنكر وأحضر شهودا، فأمر القاضى نجاستدعائها لينظر إليها الشهود
__________
(1) نور الاسلام! الا زهر) مجلد 2، ص 2 72، مفجد العلوم للخوارزمى، ص 86 1، وقال: إ ن
المز ة من نيسابور، وقال القاضى: اكتبوه وضعوه فى باب الفتوة.
(2) العقد الفريد، ج 3، ص 4 9 1.
79

الصفحة 79