كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
بهذه الحقيقة لا تزال عقول فى العصرالحاضر تتمسك بالغيرة الشديدة ادعاء
بأنهم يقلدون الرسول وصحبه وكبار القوم من عظماء الإسلام كسلاطين ا ل
عثمان. وقد أشرنا إلى تاريخ الحريم وفهم الناس له خطأ، وما ترتج! عليه من أمور
غير كريمة، وذلك فى بحث الحجاب، صا 26.
وما يزال يعيش قوم فى بعض البلاد ا.-اسلامية بهذه العقلية، فهم يبنون
بيوتهم دون نوافذ، خضية أن تمتد الأ عين إلى الحريم، ويمنعون المرأة من زيارة
أ! لها ولو فى حلك الليل ودامس الظلام، ويمنعون زيارة الطبيب أو الطبيبة
للمريضة، ويفضلون أن تموت غير مأسوف عليها ولا ينظر إليها أجنبى ولبر إلى ما
أحل الله النظر إليه فى هذه الظروف، ولا يجيزون لها أن تحج ولو كاتح! موسرة،
ولا أن تتقاضى أمام ألمحاكم أو يكتب اسمها فى السجلات الرسمية عند الولادة
والزواج والتحصين ضد الا مراض أو عند الموت أو غيره. إنهم لا يذكرون اسم المرأة
ولو بالعنوان العام فى حضرة الرجال، والطفلة عندهم لا تخرج من البيت وهى
دون الخامسة إلا إذا حلقت شعرها ولبست ملابس الأولاد الذكور. ولا يسمح
لأ خ بزيارة أخته بعد أن تتزوج، ولا لابن أن ينظر إلى زوجة أبيه، ولا تسمح
نفوسهم بإدخال مأكولات على شكل خاص، كالباذنجان والخيار إلى البيوت، ولا
أن تحلب المرأة الماشية، إلى غير ذلك من المظاهر التى تتنافى مع العقل السليم،
ومع الدين الذى باسمه يتعاملون. إن هذه المراجل إذا انفجرت كاش! أشد فتكا
من القنبلة، لأنها قوة تركزت وطال تركيزها بهذه العادات التى ما أنزل الله بها من
سلطان.
2 - إن شدة الغيرة تجلب على المرأة سبة الاتهام بالسوء، فإن الناس مميقولون
إن عاجلا وإيئ اجلا، طوعا أو كرها: ما دعا الرجل إلى سلوك هذا المسلك معها إلا
علمه بأنها مريبة طيعة الانزلاق إلى المهاوى عند سنوح الفرصة، فيكون الرجل هو
السبب فى اتهام الناس لزوجته بما يحرص بسلوكه معها على ألا يحوم حول
حماها شبهة من قريب أو بعيد، يقول على كرم الله وجهه: لا تكثر الغيرة على
أهلك فترمى بالسوء من أجلك.
1 8