كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

6 - وقد تتمادى الغيرة بالرجل فيتفرس المولود ويقارن أعضاءه وسحنته به
أو بأمه، ويتشكك فيه إن كان به ما ليمر بهما، وقد حل النبى يخف! مشكلة من
هذا النوع، فقد جاء إليه رجل من بنى فزارة - قيل: اسمه ضنمضم بن قتادة
وترجمته فى أسد الغابة - وقال: إن 1 مرأتى قد ولدت غلاما أسود، وفى روإية:
ووانى أنكرته أى كرهته، فقال كلور! " هل لك من إبل "؟ قال: نعم، قال " فما
ألوانها))؟ قال: حمر، قال " هل فيها من أورق "؟ أى أسود غير صافى السواد،
قال: إن فيها لورقا، قال ((فأنى أتاها ذلك "؟ قال: عسى أن يكون نزعه عرق. قمال
" وهذا عسى أن يكون نزعه عرق " (1). ويريد النبى كل! بهذا أن يحافظ على
العرض مما يشينه من شبهة لا أصل لها، فإن العرض إذا خديق قل أن ترجع إلية
سمعته الطيبة الأولى، إن الزجاجة كسرها لا يشعب.
7 - وقد حملت شدة الغيرة بعضا من الناس على مؤاخذة المرأة بالظنة،
مؤاخذة هى القتل فى أبشع صوره، كما هو موجود فى بعض البلاد، ولو بحثت
عن الحقيقة لوجدتها بريئة عفيفة، ولكن الحدة التى تكيف بها عقل الرجل
أعمته عن التحقق والتثبت الذى أمر به الدين. وها هو ذا رسول الله كلهدط عندما
سمع الشائعة حول الصيدة عائضة مكث طويلا يسأل. ويتثبت من الخادم (2)
والضرائر والناس، ولم يصدر فى شأنها حكما على الرغم مما قيل حتى نزلت
براءتها فى القران الكريم، وأرشدنا الله إلى ما يجب اتباعه فى مثل هذه الشائعات
بقوله (لولا إذ دمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك
مبين * لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم
الكاذبون! أ النور: 2 1، 3 1،، وبقوله (ولولا إذ دمعتموه قلتم ما يكون لنا أ ن
نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم! أ النور: 6 1،. فالواجب عند سماع
الشائعة تقديم حسن الظن أولا، واستبشاع هذا الخبر، ولأ جل الاطمئنان لابد من
وجود شهود أربعة على صدق ما يقال، ومن أشاع خبرا دون شهود فهو كاذب
__________
(1) رواه مسلم عن؟ بى هريرة،!. ا، ص 133.
(2) يطلق على الذكر والأنثى خادم.
83

الصفحة 83