كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
يقول محمد بن عمر للخزيمى:
ما أحسن الغيرة فى حينها وأقبح الغيرة فى غير حين
من لم يزل متهما عرسه متبعا فيها لقول الظنون
يوشك أن يغريها بالنىى يخاف أن يبرزه للعيون
حسبك من تحصينها وفحعها منك إلى عرض صحيح ودين
لا يطلعن منك على ريبة فيتبع المقرون حبل 0 القرين (1)
هذا، ومما يساعد الرجل على الاعتدال فى الغيرة أمور، منها: ألا يختار
زوجته بارعة الجمال، وأن تكون ذات خلق ودين، وقد تقدم ذلك فى بحث
اختيار الزوجة، كذلك عدم اختلاطها بالرجال بدون ضرورة، وقد جاء فى ذلك
قول النبى يمم! لفاطمة " اى شىء خير للمرأة "؟ فقالت: ألا ترى رجلا ولا يراها
رجل. فضمها إليه وقال " ذرية بعضها من بعض " (2). وقال على كرم الله وجهه:
إياك ومشاورة النساء فإن رأيهن إلى أفن، وعزمهن إلى وهن، اكفف أبصارهن
بالحجاب خير لهن من الارتياب، وليس خروجهن بأضر من دخول من لا يوثق به
عليهن، فإن استطعت الا يعرفن غيرك فافعل (3).
وأيضا عدم إغراقها بالمتع وبخاصة الملابمر التى تغرى بخروجها، وفى
كضف الغمة (4) توصية بذلك، كما تقدم فى بحث الحجاب قول عمر: أعروا
النساء يلزمن الحجاب (5).
ومما يساعد أيضا على الاعتدال فى الغيرة مراعاة هندسة البناء، حتى لا
تمكن الناس من رؤية النساء داخل المنازل، وكذلك وضع الستر على النوافذ
بحيث تحجب الرؤية، وقد كان الصحابة يسدون الكوى والثقب فى الحيطان لئلا
__________
1 1) عيون الأخبار، ج 4، ص 79.
1 2) رواه البزار والدارقطنى من حديث على بسند ضعيف (الإحياء، ج 2، ص 43 لم.
31) المستطرف، ج 2، ص. 9 1، وقد سبق فى ص 0 2 نسبتها إلى ابن المقفع.
(4) ج 2، ص 7 0 1. (5! ص. 17.
85