كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

تطلع النساء إلى الرجال (1)، وإذا كان ذلك هو السبيل المتعارف عليه فى القديم
فلابد من أسلوب مناسب فى العصر الحديث.
* تكملة:
حول الحديث النبوى ((إياكم والظن. . . " قال ابن مفلح فى كتابه دا الاداب
الشرعية! ظاهره أن استمرار ظن السوء وتحقيقه لا يجوز. وأوله بعض العلماء
على الحكم فى الشرع بظن مجرد بلا دليل، وليس بمتجه، سوء الظن بالمسلم
الذى ظاهره العدالة محظور، والظن المأمور به كشهادة العدل وتحرى القبلة وأرش
الجنايات، والظن المباح كمن شك فى صلاته، إن شاء عمل بظنه وإن شاء عمل
باليقنن. وحديث " احترسوا من الناس بسوء الظن دأ المراد به الاحتراس بحفظ المال،
مثل أن يقول: إن تر ثت بابى مفتوحا خثيت السراق. انتهى كلام القاضى.
والحديث رواه الطبرانى فى الأ وسط وابن عدى عن انس، وهو ضعيف.
وإذا أريد بسوء الظن الاحتراس واليقظة والتدبر فذلك شىء لا مانع منه، بل
جاء مدحه، فقيل: بوحشة الشك ينال أنس اليقين. وقسل: عليك بسوء الظن،
فإن أصاب فالحزم، وإن أخطأ فالسلامة. وقوله تعالى " إن بعض الظن إثم " دلالة
عدى أن جله صواب، وقال عبد المدك: فرق ما بنن عمر وعثمان أن عمر أساء ظنه
فأحكم أمره، وعثمان أحسن ظنه فأهمل أمره (2).
وجاء فى كتاب أدب الدنيا والدين للماوردى (3): وأما سوء الظن فهو عدم
الثقة بمن هو لها اهل، فإن كان بالخالق كان شكا يؤول إلى ضلال، وإن كان بالخلوق
كان استخانة يصير بها مختانا وخوانا، لأن ظن الإنسان بغيره بحسب ما يراه من
نفسه، فإن وجد فيها خيرا ظنه فى غيره، وإن رأى فيها سوءا اعتقده فى الناس،
وقد قيل فى المثل: كل إناء ينضح بما فيه. فإن قيل: قد تقدم من قول الحكماء:
إن الحزم سوء الظن قيل، تأويله قلة الاسترسال إليهم، لا اعتقاد السوء فيهم. اهـ.
__________
(1) الإحياء، ج 2، عى 43. (2) محاضرإت الأدباء، جا، عى 2 1.
(3) صى 182.
86

الصفحة 86