كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)
إن مثلها فى هذه الحالة مثل السيل الجارف، لا يجد أمامه عقبة تعوقه أ و
حاجزا يصده. فهو ماض فى طريقه حتى يأتى على الحرث والنسل، أو مثل النار
تشب فى الهشيم وقد خلا لها الجو وأتاها الريح ونامت الأعين، فهى لا تنثنى- عن
ضرامها حتى تأتى على الا! خضر واليابس من الشرف الذى هو كنز الإنسان الغالى
وذخيرته الشمينة وعماب حياته الأدبية بل والمادية أيضا.
لقد عرفت الزوجة ما عليها من واجبات، وعلمها زوجها ما خفى عليها من
ذلك، وراقب تنفيذها لهذه الواجبات. فإن قصرت لزمت مؤاخذتها على النحو
التالى:
أولا- حقوق الله:
إن الحقوق المتمحضة لله كالعبادات واجب عليها أداؤها على كل حال،
سواء أكانت مربوطة برباط الزوجية أم لا، وموقف الزوج من تقصيرها فى هذه
الحقوق كموقفه من أى منكر يقترفه من يدين بالإسلام، بل إن موقفه هنا كزوج
أشد، وعلى هذا يسلك معها الخطة التى بئنها الرسول كلال! فى قولى " من رأى
منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطح فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك
أضعف الايمان " (1)، فبأية وسيلة من هذه الوسائل أمكنه أن يغير المنكر وجب
عديه أن يغيره، ومن المنكرات ما يستطاع باليد، كما لو راها تعلق تميمة أو تحلس
إلى كاهنة، أو تتناول طعاما أو شرابا لم يحله الله، فلا يجوز أن يقف منها موقف
المتفرج أو الراضى، مكتفيا بكلمه لينة يقولها، ليظهر بها+ أنه منكر غير موافق، أ و
مكتفيا بإنكاره بالقلب راضيا بأضعف الإيمان، لعامل من العوامل كضعف
شخصيته أو خوف العواقب المترتبة على ذلك، كسوء خلقها وتطوره إلى كارثة
مثلا، وقد رأيت سابقا أن عبد الله بن مسعود جذب التميمة التى كانت معلقة
فى عنق زوجته ونهرها بشدة،
ومن المنكرات ما يستعمل فيه القول كتقصيرها فى الصلاة والصيام مثلا،
وكاعتقادها فى خرافات وأباطيل لم تتعد نطاق الفكرإلى العمل. فهو قى مثل
__________
(1) رواه مسلم عن أبى سعيد الخدرى.
89