كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

وقد بين الله سبحانه فى الآيتين السابقتين موقف الرجل من المرأة الناشز.
التى تظهر علامات نضوزها بمثل إجابة زوجها بكلام خشن بدل الكلام اللين،
والتباطؤ فى تنفيذ رغبته، أو القيام بها متكرهة، فإن ظهرت هذه الأ مارات وعظ! ا
و! حها بما! لها! ملح من سلوكها، فإن تحقق له نشوزها وإصرارها على
المعاملة الشاذة سلك معها الطرق التى بينتها الاية الكريمة، وهى: الوعظ والهجر
والضرب.
وقد رأى بعض العلماء أنه لا يحوز استعمال الوسيلة التالية إلا إذا لم تفلح
السابقة، لكن بعضهم أجاز له ما يشاء منها، سواء فى ذلك العموم البدلى
والضمولى، فله أن يختار أيها يصلح، وله أن يستعملها كلها في وقت واحد إ ن
عرف أن ذلك هو الطريق النافع، فلكل امرأة ما يناسبها. وإليك تفصيل هذه
الطرق:
* الوعظ:
الوعظ هو تخويفها عاقبة العصيان فى الدنيا بمثل سقوط حق النفقة
والقسم، وارتباك الحياة الزوجية، وأثر ذلك عليها وعلى الأولاد وعلى المجتمع،
وفى الاخرة بالعذاب الذى أعده الله للعصاة. كما يرغبها فى الطاعة ببيان آثارها
الدنيوية والأ خروية، وسيأتى توضيح ذلك فى الباب الثانى.
وقد نصح العلماء أن يلتزم الزوج حد العفة فى القول والأ دب فى النصح،
والحكمة التى يصل بها إلى قلب المرأة، ولا يجعلها تصر على العناد والمكابرة.
وإلى جانج! الهدى الإسلامى العام فى الأ مر بالمعروف والنهى عن المنكر. يشير إلى
ذلك قوله كل! فى الحد! الذى سيأتى قريبا " ولا ت! قبح " أى لا تقل لها: قبحك
الله، أو لا تقل لها قولا قبيحا. سواء أكان ذلك فى مقام عيبها أم فى مقام
توجيهها.
ولا بأس من الالتجاء إلى من يساعده على التأثير عليها ممن يثق فى إخلاصه
وكفايته لمثل هذه المواقف، كما استعان النبى كلي! بأبى بكر عند مقاولته لعائشة،
وقد سبق هذا الحديث.
91

الصفحة 91