كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

! الى جانب هذا الأ مر بالوعظ فى الاية الكريمة جاء الأ مر به فى الأ حاديث
النبوية وفى فعله كل! وفعل أصحابه، وقد تقدم أمره للقيط بن صبرة، أن يعظ
امرأته البذيئة، كما تقدم وعظه لعائشة عندما عابت صفية، وكذلك زجر عمر
لزوجته التى تدخلت فيما ليس من شأنها.
ولا يقولن قائل؟ إن نصح النبى كلي! لعائشة ليس فى مخالفة منها له فى
الحقوق الزوتجية، بل لخالفة تتعلق بغيره، وهى صفية. ذلك لأن نصحها فى الأمور
التى تتعلق به يكون من باب أولي. بل إن هذه الحادثة. تتعلق به أيضا، لأ ن توفير
الهدوء النفسى للزوج واجترام شخصيته باحترام زوجاته، من حقوق الزوجية.
* الهجر:.
المراد بالهجر فى المضاجع، الذى فسر بأمور ثلاثة:
(1) هجر الاتصال الجنسى حتى لو كان نائما معها فى فراش واحد أو حجرة
واحدة، وهذا تفسير ابن مسعود وسعيد بن جبير.
(ب) هجر فراشها، ولو كان معها فى حجرة واحدة.
(ج) هجر حجرتها، فلا يكون اتصال جنسى ولا نوم فى فراشها أيضا.
وعلى التفسير الأول لا يكون الهجر مفيدا إذا كان نشوز المرأة بامتناعها عن
تمكينه من نفسها، فذلك يتفق وهواها، وهو يساعدها بذلك على النشوز. أما إ ن
كان نشوزها بغير ذلك فهو مفيد، لأ ن فيه إيلاما، حيث يكون قريبا وممتنعا
عنها، والممنوع الغائب أقل وقعا على النفس من الممنوع الحاضر.
أما التفسير الثانى، وهو هجر الفراش فقط مع الوجود فى حجرتها، فهو
يفيد إذا كان النشوز بالامتناع عن المتعة، والتقصير فى الحقوق الأ خرى، لأ ن بعده
عنها فى المضاجعة يومى ء إلى احتقارها وامتهانها وتناسى وجودها والحط من
شأنها.
والتفسير الثالث أشد إيلاما، ففيه مع الامتناع عن المتعة نفور شد يد
ووحشة كبيرة، تحسها إذا خلا فراشها، وخلت حجرتها ممن يؤنسها. ولا يتحمل

الصفحة 92