كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

ودليل جوازه إلى جانب الاية الكريمة، قول النبى كلي! وفعله، أما قوله فقد
سبق فى حديث عمرو بن الأ حوص وحديث إياس بن عبد الله، فقد نهى النبى
كل! عن ضرب النساء، تحقيقأ للمعاشرة بالمعروف، ولكنهن اسأن استعمال هذا
الحق، فعصين أزواجهن حتى شكا الرجال ذلك إلى النبى كل! فرخص فى
ضربهن، غير أن الرجال أساءوا أيضا استعمال هذه الرخصة، فشكاهم النساء إلى
النبى كليف!، فبين أن الذين يضربوهن ليسوا من خيار المسلمين. فكأنه يريد منهم
عدم الالتجاء إليه إلا عند الضرورة.
وأما فعله عد! ط! فيدل عليه حديث عائضة معه ليلة البقيع. وخلاصته: أنه
عليه الصلاة والسلام خرج ليلا خفية من حجرة عائشة، وذهب إلى البقيع.
فذهبت وراءه، فرأته قد قام فأطال القيام، ثم رفع يديه ثلاث مرات. قالت: 3
انحرف فانحرفت، فأسبرع فأسرعت، فهرول فهرولت، فأجضر فأحضرت - أى عدا
فعدوت- فصبقته، فدخلت فدخل، فقال " عائش، مالك حشيا رابية "؟ قلت:
لا شىء قال "لتخبريننى أو ليخبرنى اللطيف الخبير" اللت: يا رسول الله، بأبى
أنت وأمى، فأخبرته، فلهدنى فئ صدرى لهدة أوجعتنى، ثم قال " أظننت أ ن
يحيف الله عليك ورسوله " (1)، وحشيا،! قصور، ومعناه أصابك الحشا، وهو
الربو والتهيج الذى يعرض للمسرع فى مشه والمجد فى كلامه. ورابية أى مرتفعة
البطن. ولهدنى أى دفعنى، أو ضربنى بخمع كفه فى صدرى، ومثله: لهدنى،
أو لهزكما، أو لكزكما.
غير أن الضرب لم يكن من عادته كل!، ففى الحديث " ما ضرب رسول الله
! ط شيئا قط بيده، ولا امرأة ولا خادما، إلا أن يجاهد فى سبيل الله، وما نيل
منه شىء قط فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شىء من محارم الله، فينتقم لله
عز وجل " (2).
ويشترط لجواز الضرب ثلاثة شروط:
__________
(1) رواه مسلم،! 7، ص 2 4.
(2) رواه مسلم،! ه ا، ص 84.
95

الصفحة 95