كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 3)

ترفع عنهم عصاك أدبا، وأخفهم فى الله " (1)، وروى مثله عن ابن عمر، قال فى
مجمع الزوائد: وإشناده جيد، ثم قال الشوكانى: فيه أنه ينبغى لمن كان له عيال
أن يخوفهم ويحذرهم الوقوع فيما لا يليق. ولا يكثر تأنيسهم ومداعبتهم،
فيفضى ذلك إلى الاستخفاف به، ويكون سببا لتركهم للاداب المستحسنة،
وتخلقهم بالأ خلاق السيئة (2).
وروى هذا الحديث بلفظ " علقوا السوط حيث يراه أهل البيت، فإنه أدب
لهم " رواه الطبرانى عن انجن عباس، وقد تقدم.
وليس المراد به- إن صح الحديث - الحث على الضرب والإرهاب، بل المراد
حث الرجل على اليقظة وعدم التهاون فى الخروج على الاداب.
ومن هذا العرض لموضوع الضرب يعرف أنه لا يرخص به إلا عند اللزوم، وما
جاء من الذم له فالمراد به إذا كان لغير حاجة، كالأشياء التافهة، أو كان ضربا لا
تجتمع فيه الشروط المذكورة.
جاء فى تقرير للباقورى وصلاح سالم عن جنوب السودان (3)، أن ملك
قبيلة الشلوك يقدسه الناس لدرجة العبادة، ويطلقون عليه ايسم " مك " وله زوجات
تبلغ الخمسين، ومن تقاليده ألا يجلس أحد ورأسه مرتفع عنده ولا يحاكم،
وله وحده من بين الشلوك أن يضرب زوجته، فتتقدم منه وتركع على قدميه
ليلهب ظهرها بالسياط.
هذا، وقد جاء فى كتاب التشريع الجنائى لعبد القادر عودة (4) ما ملخصه:
أن المرأة تؤدب على المعاصى التي لا حد فيها، كمقابلة غير المحارم والخروج بغير
إذنه وتبذير ماله، وله تعزيرها على ترك فرائض الله، كترك الصلاة، ولا تضرب
لخوف النشوز قبل إظهاره، فهو- أى الضرب - لإظهار النشوز فعلا.
__________
(1) رواه؟ حمد عن معاذ مرفوعا، و"خرج نحبره الطبرى فى الصغير والأ وسط عن ابن عمر
مرفوعا بلفظ ا لا ترفع العصا عن؟ هلك و"خفهم فى الله عز وجل ".
(2) نيل الأوطار، ج 6، ص 224، 225. (3) اخر ساعة 21/ 1 /953 1.
(4)! ا، ص ه 1 5، ومابعدها.
98

الصفحة 98