كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 3)

قلت: سويد أدرك الجاهلية ولم يَر النبي - صلى الله عليه وسلم - وأدى الزكاة لمصدق رسول الله - عليه السلام -، فهو وإن لم يدرك آذان بلال وإقامته في عهد النبي - عليه السلام - فلا مانع من إدراكه لهما في عهد أبي بكر - رضي الله عنه -؛ فقد ذكر ابن أبي شيبة وغيره (¬1): "أن بلالًا أذن حياة النبي - عليه السلام -، ثم أذن لأبي بكر - رضي الله عنه - حياته ولم يؤذن لعمر - رضي الله عنه -، فقال له عمر: ما يمنعك أن تؤذن؟ فقال: إني أذنت لرسول الله - عليه السلام - ثم قبض، وأذنت لأبي بكر حتى قبض لأنه كان ولي نعمتي، وقد سمعت رسول الله - عليه السلام - يقول: يا بلال، ليس عمل أفضل من [عملك هذا إلا] (¬2) الجهاد في سبيل الله، فخرج وجاهد".
وفى "الخلافيات" للييهقي أيضًا؛ أنه أذن لأبي بكر - رضي الله عنه -.
ورواية الطحاوي تصح بالسماع.
وأما شريك فإن الحاكم صحح روايته في المستدرك، وأخرج له مسلم متابعة.
وعمران بن مسلم وثقه يحيى وأبو حاتم وغيرهما، فلا يعارض ذلك بعدم الاحتجاج بهما في الصحيح.
الثالث: عن روح بن الفرح القطان المصري.
عن محمَّد بن سليمان بن حبيب المصيصي العلاف، المعروف بلُوَيْن -بضم اللام وفتح الواو وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره نون- شيخ أبي داود والنسائي، ووثقه ابن حبان وغيره.
عن شريك النخعي ... إلى آخره.
وقد روى الطبراني (¬3) أيضًا بإسناده إلى بلال: "أنه كان يجعل الأذان والإقامة سواء مثنى مثنى، وكان يجعل إصبعيه في أذنيه".
¬__________
(¬1) أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" كما في "المنتخب من مسند عبد بن حميد" (1/ 141 رقم 361) عن ابن أبي شيبة ولم أجده في المصنف، وذكره ابن عبد البر في "الاستيعاب" (1/ 180 - 181).
(¬2) ليست في "الأصل، ك"، والمثبت من "المنتخب من مسند عبد بن حميد".
(¬3) "المعجم الصغير" (2/ 282 رقم 1171).

الصفحة 42