كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 3)

(وهو أعجبُهم إليَّ): أضاف أَفْعَلَ التفضيلِ إلى ضميرِ الرهط المعطَيْنَ، وأوقعه (¬1) على الرجل الذي لم يُعطَ، وأفعلُ التفضيل إذا قُصدت به الزيادةُ على من أضيف إليه، كما قال ابن الحاجب: اشترط أن يكون منهم، وقد بينا أنه ليس من الرهط المعطَيْن؛ ضرورةَ كونِه لم يُعط، فيمتنع كما يمتنع: يوسفُ أحسنُ إخوته، مع إرادة هذا المعنى، والمخلَصُ من ذلك أن يكون: أعجبُ الرهطِ الحاضرين (¬2) الذين منهم المعطَى والمتروكُ.
فإن قلت: لم لا يجوز (¬3) أن يكون المقصودُ بأفعلِ (¬4) التفضيلِ زيادة مطلقةً، والإضافةُ للتخصيص والتوضيح، فينتفي المحذور، فيجوز التركيب؛ كما أجازوا: يوسفُ أحسنُ إخوته بهذا الاعتبار؟
قلت: المرادُ بالزيادة المطلقة: أن يقصد تفضيلُه على كل ما سواه مطلقاً، لا (¬5) على المضاف إليه وحدَه، وظاهرٌ (¬6) أن هذا المعنى غيرُ مرادٍ هنا.
(ثم قال: أقبل أَيْ سعدُ!): في قوله: "أقبل" روايتان:
إحداهما: أنه فعل أمر من القبول، فهمزته همزة وصل.
الثانية: أنه فعل أمر من الإقبال، فهمزته همزة قطع.
¬__________
(¬1) في "ع": "ووافقه".
(¬2) في "ج": "الحاضرون".
(¬3) في "ع": "لم يجوز".
(¬4) في "ج": "بالفعل".
(¬5) في "ع": "إلا".
(¬6) في "ع": "فظاهر"، وفي "ج": "وظاهره".

الصفحة 443