كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 3)

وروى مسلم في الفضائل من حديث أبي حميد الساعدي، قال - "غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تبوك"، وذكر الحديث، وقال فيه: "وجاء رسولُ ابنِ العَلْمَاءِ صاحب أيلةَ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬1)، فأهدى (¬2) إليه بغلة بيضاء، فكتب إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأهدى إليه برداً" (¬3).
قال (¬4) النووي في "شرح مسلم": وجاء رسولُ ابنِ العَلْماء: بفتح العين وإسكان اللام وبالمد.
قوله: فأهدى له بغلة بيضاء: هذه البغلةُ هي دُلْدُل بغلةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المعروفةُ، لكن ظاهر (¬5) اللفظ هنا أنه أهداها للنبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك، وكانت سنة تسع من الهجرة، وقد كانت هذه البغلة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل ذلك، وحضر عليها غزوةَ حُنين كما هو مشهور في الأحاديث (¬6)، وكانت حُنين عقبَ فتح مكة سنةَ ثمان.
قال القاضي: ولم يَرِدْ (¬7) أنه كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - (¬8) بغلةٌ غيرُها.
قال: فيحمل قوله على أنه أهداها له (¬9) قبل ذلك، وقد عطف الإهداء
¬__________
(¬1) في "ج": "إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ".
(¬2) في "ج": "وأهدى".
(¬3) رواه مسلم (1392).
(¬4) في "م" و"ع": "قاله"، وهو خطأ.
(¬5) في "ج": "الظاهر".
(¬6) في "ج": "الحديث".
(¬7) في "ن"و "ج": "يرو".
(¬8) في "ج": "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان له".
(¬9) في "ع": "أهداها قبل".

الصفحة 449