كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 3)

قال الزركشي: أي: طيبةُ، لا ينصرف للعلمية والثأنيث (¬1).
قلت: الأولى الانصراف عن بيان مثل هذه الأمور الواضحة؛ إذ لا سبب يقتضي خلاف ذلك.
(فلما رأى أُحداً، قال: هذا جبلٌ (¬2) يحبنا ونحبه): قيل: على حذف مضاف؛ أي: يحبنا أهله ونحبهم، وأهله الأنصارُ سكان (¬3) المدينة.
وقيل: أراد: أنه كان يبشره إذا رآه عند القدوم كان أسفاره بالقرب من أهله ولقائهم، وذلك فعل المحب، فهو مجاز.
وقيل: بل حبُّه حقيقةٌ، وُضع الحبُّ فيه كما وُضعَ التسبيحُ في الجبال المسبيحة مع داود -عليه السلام-، وكما قيل في تسبيح الحصا، وحنين الجذع، وخشية بعض الحجارة.
قال السهيلي: وفى المسند (¬4) من طريق أبي عبس بن جبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُحُّدٌ يحِبُّنا ونُحبُّهُ؛ وهو عَلَي بَاب الجَنَّةِ"، قال: "وعَيرٌ يبْغِضُنَا وَنُبِغضُهُ، وَهو عَلى بَابٍ منْ أَبوَاب النَّاِر" (¬5). ويقويه قوله -عليه السلام-: "المرء مَع منْ أَحبَّ" (¬6).
¬__________
(¬1) انظر: "التنقيح" (1/ 363).
(¬2) كذا في رواية أبي ذر الهروي والأصيلي وابن عساكر وأبي الوقت، وفي اليونينية: "جبيل"، وهي المعتمدة في النص.
(¬3) في "ج": "وسكان".
(¬4) في "ج": "والمسند".
(¬5) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (6505) وإسناده ضعيف؛ انظر: "مجمع الزوائد" للهيثمي (4/ 13).
(¬6) رواه البخاري (6168)، ومسلم (2640) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

الصفحة 453