كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 3)

قال: وقد كان -عليه السلام- يحب الاسمَ الحسن، ولا أحسن من اسم مشتق من الأَحَدية، وقد سمى الله هذا الجبل بهذا الاسم؛ تقدمةً (¬1) لما أراده - سبحانه وتعالى - من مشاكلة اسمه لمعناه. إِذ أهلُه - وهم الأنصار - نصروا التوحيد، والمبعوثُ بدين التوحيد عنده استقر حياً وميتاً، وقد كان (¬2) من عادته -عليه السلام- أن يستعمل الوتر، ويحبه في شأنه كله؛ استشعاراً للأحدية، فقد وافق اسمُ هذا الجبل أغراضَه -عليه السلام-، ومقاصدَه في الأسماء، فقد يدل (¬3) كثير (¬4) من الأسماء استثناء حالها، واسمُ هذا الجبل من أوفَقِ الأسماء له، ومع اشتقاقِه من الأحدية، فحركاتُ حروفه الرفعُ، وذلك يُشعر بارتفاع دينِ الأحدِ وعلوِّه، فتعلق حبُّه -عليه السلام- به اسماً ومسمًّى، فَخُصَّ من بين الجبال بأن يكون معه في الجنة إذا بُسَّتِ الجبال بَسًّا، فكانت هباءً منبثاً. انتهى كلامه (¬5).
(خيرُ دور الأنصار): يعني: القبائل الذين يسكنون الدور؛ أي: المحال.
877 - (1482) - وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ بلاَلٍ: حَدَّثَنِي عَمرٌو: "ثُمَّ دارُ بَنِي الْحَارِثِ، ثُمَّ بَنِي سَاعِدَةَ". وَقَالَ سُلَيْمَانُ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ
¬__________
(¬1) في "ج": "مقدمة".
(¬2) في "ن" و"ج": "وكان".
(¬3) في "ج": "وقد ترك".
(¬4) في "ج": "كثيراً".
(¬5) انظر: "الروض الأنف" (3/ 238 - 239).

الصفحة 454