كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 3)
وذلك أنه قال: وزعم الخليل أن قول الأخطل:
كذَبتْكَ عَيْنُكَ أَمْ رأَيْتَ بوَاسط (¬1). . . غَلَسَ الظلام مِنَ الرَّبَاب خيالًا
كقوله: إنها لإبلٌ (¬2) أم شاءٌ، ويجوز في الشعر أن يريد بكذبتك: الاستفهام، ويحذف الألف. هذا كلامه (¬3).
وقال ابن القاسم في "الجنى الداني": المختارُ اطرادُ حذفِها إذا كان بعدها (¬4) "أم" المتصلة؛ لكثرته (¬5) نظماً ونْثراً (¬6).
وفي الحديث: أن الأطفال إذا نهوا عن شيء، عرفوا لأي شيء نهوا عنه، ليَكبروا (¬7) على العِلْمِ، فيأتي عليهم وقتُ التكليفِ وهمْ على علمٍ من الشريعة.
على أن مالكاً -رضي الله عنه- كره أن يعجَّلَ تعليم (¬8) الطفل القرآنَ، وأنكر لما قيل له عن طفل: إنه جمع القرآن ابنَ سبع سنين ونحوها.
قال ابن المنير: وما أراه - والله أعلم - كره ذلك إلا لخشية أن ينطق
¬__________
(¬1) في "ج": "بواسطة".
(¬2) في "ج": "أيها السائل لإبل".
(¬3) انظر: "الكتاب" لسيبويه (3/ 174).
(¬4) في "ن": "بعد".
(¬5) في "ن": "لكثر".
(¬6) انظر: "الجنى الداني في حروف المعاني" لابن القاسم المرادي (ص: 35).
(¬7) في "ع": "فيكبروا".
(¬8) في "ج": "بتعليم".
الصفحة 461
475