كتاب المستخرج من كتب الناس للتذكرة والمستطرف من أحوال الرجال للمعرفة (اسم الجزء: 3)

يَعْقُوبَ الحَجَّاجِيُّ، أَخْبَرنا مُحَمَّدُ بنُ إسْحَاقَ السرَّاجُ، حدَّثنا الحَسَنُ بنُ الصبَّاحِ البزَّارُ، حدَّثنا شَبَابةُ بنُ سَوَّارٍ، عَنْ يَحْيى بنُ إسْمَاعِيلَ بنِ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيُّ قالَ: بَلَغَ ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَهُو بِمَكَّةَ أنَّ الحُسَيْنَ بنَ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قدْ تَوَجَّه إلى العِرَاقِ، فَلَحَقهُ عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثةٍ فقالَ: إلى أَيْنَ؟ فقالَ: هَذِه كُتُبُ أَهْلِ العِرَاقِ وبَيْعَتُهُم، قالَ: لَا تَفْعَلْ، فأَبَى، قالَ: فقالَ لَهُ ابنُ عُمَرَ: إنَّ جِبرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَى رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَخَيَّرَهُ بينَ الدُّنْيَا والآخِرَةِ، فاخْتَارَ الآخِرَةَ ولَمْ يَرِد الدُّنْيا، وإنَّكُم بَضْعَةٌ مِنْ رَسُولِ الله، ووَالله لَا يَلِيها أَحَدٌ مِنْكُم أَبَدًا، ومَا زَوِيها اللهُ عَنْكُم إلَّا لِخَيْرٍ يُرِيدُه بِكُم (¬1)، قالَ: فَأَبَى، فَاعْتَنَقَهُ ابنُ عُمَرَ، وقالَ: اسْتَوْدِعَكَ الله مِنْ قَتِيلٍ، والسَّلَامُ (¬2).
* قالَ المُهَلَّبِيُّ: والذِي وَلِيَ قَتْلَهُ سِنَانُ بنُ أَنَسٍ النَّخَعِيُّ، واحْتَزَّ رأْسهُ [خَوْلِيُّ بنُ يَزِيدَ] (¬3) النَّخَعِيُّ.
* وقُتِلَ مِنْ وَلَدِ عَقِيلٍ، ومِنْ وَلَدِ عَلِيٍّ، ومِنْ وَلَدِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ ثَمَانِيةَ عَشَرَ رَجُلًا، يومَ عَاشُورَاءَ يومَ السَّبْتِ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنَ المُحَرَّمِ سنةَ إحْدَى وسِتِّينَ.
¬__________
(¬1) قوله: (زويها) يعني قبضها، وجاء في المصادر بدلاها: (صرفها) وهي بمعناها.
(¬2) رواه ابن حبان في صحيحه 15/ 424 عن محمَّد بن إسحاق السراج به. ورواه ابن أبي عاصم في الزهد ص 134، وابن الأعرابي في معجمه 3/ 1116، والبيهقي في دلائل النبوة 6/ 470، وابن عساكر في تاريخ دمشق 14/ 202، وابن العديم في تاريخ حلب 3/ 23، بإسنادهم إلى شبابة بن سوار به.
(¬3) جاء في الأصل: (يزيد بن خولي) وهو خطأ، وضبط ابن الأثر (خَوْليّ) بقوله: بفتح الخاء المعجمة، وسكون الواو، وكسر اللام، وتشديد الياء، يُنظر: جامع الأصول 12/ 294.

الصفحة 18