كتاب عودة الحجاب (اسم الجزء: 3)

عليمٌ) [النور: 60] فحرض القواعد العجائزْ على الاستعفاف، وأوضح أنه خير لهن وإن لم يتبرجن.
فظهر بذلك فضل التحجب والتستر بالثياب ولو من العجائز (1) ، فوجب أن يكون التحجب الكامل والاستعفاف عن إظهار الزينة خيرًا للشابات من باب أولى، وأبعد لهن عن أسباب الفتنة، فظهر بذلك أن الحجاب عفة ونقاء وصيانة.
خامسا: الحجاب ستر
عن يعلى بن شداد بن أوس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى
حَيِيٌّ ستير، يحب الحياء والستر" (2) الحديث.
وقد امتن الله سبحانه وتعالى على الأبوين بنعمة الستر فقال عز وجل:
(إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118)) [طه: 118] ، وقال سبحانه ممتنًا على عباده: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ) الآية [الأعراف: 26] ،
قال عبد الرحمن بن أسلم:، يتقى الله فيواري عورته، فذاك لباس التقوى) .
ولذلك تجد وظيفة اللباس عند من لا يتقون الله ولا يستحيون منه كعامة
__________
(1) وذلك لأن النفس الأبية لا ترضى بالدون، وقد عاب الله عز وجل قومًا استبدلوا طعاما بطعامِ أدنى منه، فنعى ذلك عليهم فقال عز من قائل: (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) [البقرة: 61] ؛ لأن ذلك دليل
على وضاعة النفس وقلة قيمتها.
(2) رواه أبو داود رقم (4012) و (4013) في الحمام: باب النهي عن التعري، والنسائي (1/ 200) في الغسل: باب الاستتار عند الاغتسال، ورواه الإمام أحمد
في "المسند" (4/244) .
(3) قال في "الدر المنثور": أخرجه ابن أبي حاتم (3/ 76) .

الصفحة 101