كتاب عودة الحجاب (اسم الجزء: 3)

6- عن أم سنان الأسلمية قالت: لما نزلنا المدينة لم ندخل حتى دخلنا مع صفية منزلها، وسمع بها نساء المهاجرين والأنصار، فدخلن، فرأيت
أربعًا من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم منتقبات: زينب بنت جحش، وحفصة، وعائشة، وجويرية. . . الحديث (1) .
7- وعن أم معبد بنت خليف قالت: رأيت عثمان وعبد الرحمن في خلافة عمر حجَّا بنساء النبي صلى الله عليه وسلم، فرأيت على هوادجهن الطيالسة الخضر، وهن حجرة من الناس، يسير أمامهن ابن عفان على راحلته، يصيح إذا دنا منهن أحد: "إليك، إليك"، وابن عوف من ورائهن يفعل مثل ذلك، فنزلن بقرية قريبًا من منزلي، اعتزلن الناس، وقد ستروا عليهن الشجر عن كل ناحية، فدخلت عليهن وهن ثمان جميعًا (2) .
وقد تقدم خبر اتخاذ النعش لأم المؤمنين زينت رضي الله عنها وتغشيته بثوب، واستحسان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه هذه السنة (3) .
8- عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن أم سُلَيم صنعت حيسا (4) ، وأرسلت
به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمناسبة زواجه من زينب بنت جحش رضي الله عنها، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه وجلسوا يأكلون ويتحدثون، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، وزوجته مولية وجهها إلى الحائط إلى أن خرجوا (5) .
__________
(1) "الطبقات الكبرى" (8/ 126) .
(2) "الطبقات الكبرى" (8/ 209) .
(3) انظر: ص (102) .
(4) الحَيس: نوع من الحلوى.
(5) رواه مسلم وغيره، وقال الدكتور البوطى: (لا يقال إن هذا قد يكون حكما خاصَا بزوجات الرسول عليه الصلاة والسلام لأن الفرق بين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وسائر نساء المسلمات فيما يتعلق بالحجاب، إنما هو فارق زمني فقط، ذلك أن مشروعية الحجاب تمت في حق نسائه عليه الصلاة والسلام أولا، ثم إنها عمت سائر النساء بعد حين) اهـ. من "إلى كل فتاة تؤمن بالله" ص (41-42) .

الصفحة 345