كتاب عودة الحجاب (اسم الجزء: 3)

9- عن عائشة رضي الله عنها قالت: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه، وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد، حتى أكون أنا الذي أسأم، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن، الحريصة على اللهو" (1) .
10- قال الإمام الترمذي: حدثنا سويد نا عبد الله بن يونس بن زيد، عن ابن شهاب، عن نبهان مولى أم سلمة أنه حدثه أن أم سلمة حدَّثته أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندها ميمونة، فأقبل ابنُ أم مكتوم، وذلك بعد أن أُمِرنا بالحجاب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "احتَجبَا منهُ"، فقلنا: يا رسول الله أليس أعمى لا يُبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أفعميَاوانِ أنتما؟ ألستُما تبصِرَانه؟ " (2) .
__________
(1) أخرجه البخاري (9/ 248) ، ومسلم (3/ 22) ، والنسائي (1/ 236) ، والبيهقي (7/ 92) ، وأحمد (6/ 84- 85) .
(2) رواه أبو داود رقم (4112) (4/361) في اللباس: باب في - قوله عز وجل: - (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ) ، والترمذي رقم (2779) (5/102) في الأدب: باب ما جاء في احتجاب النساء من الرجال، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، والإمام أحمد (6/ 296) ، وابن سعد في "الطبقات" (8/ 126- 127) ، وابن حبان (1457، 1968) ، والطحاوي في "المشكل" (1/ 115 - 116) ، والبيهقي (7/ 91 -92) ، والبغوي في "شرح السنة" (9/ 34) .
وقال النووي رحمه الله: (وهذا الحديث حسن، ولا يلتفت إلى قدح من قدح فيه بغير حجة معتمدة) اهـ من "شرح النووي" (10/ 97) ، ونبهان هو المخزومي مولى أم سلمة، قال الحافظ ابن حجر: (أخرجه أصحاب السنن من رواية الزهري عن نبهان مولى أم سلمة عنها، وإسناده قوي، وأكثر ما عُللَ به انفراد الزهري بالرواية عن نبهان، وليست بعلة قادحة، فإن من يعرفه الزهري، ويصفه بأنه مكاتب أم سلمة ولم يجرحْه أحد، لا تُرَدّ روايته) اهـ من "الفتح" (9/248) ، وقال في موضع آخر: (حديث مختلف في صحته) اهـ. "الفتح" (1/ 654) ، وقال في "تلخيص الحبير": (ليس في إسناده سوى نبهان مولى أم سلمة، شيخ الزهري، وقد وُثق) اهـ (3/148) ، ولعله يعني توثيق ابن حبان له، كما صرح به في "التهذيب" (10/ 146) ، وقد وثقه الحافظ الذهبي في "الكاشف"، وضعفه =

الصفحة 346