كتاب عودة الحجاب (اسم الجزء: 3)

جواب هذه الشبهة
الأصل أنه لا يُتكلف الجوابُ عن الحديث حتى يصح، والضعيفُ يكفي في رَدِّه كونُه ضعيفا، فمن باب (أثبت العرش، ثم انقش) نناقش:
* أولا: إسنادَ الحديث:
في الحديث علل قادحة:
العلة الأول: انقطاع سنده، كما صَرَّح بذلك الأمام أبو داود رحمه الله نفسه، فقد قال عقب روايته الحديث:
هذا مُرْسَل، خالد بن دُرَيْك لم يدرك عائشة. (1)
وكذا قال أبو حاتم الرازي (2) ، وعبد الحق في "أحكامه" (3) .
وقال ابن معين: مشهور، وقال مرة: ثقة، وقال النسائي. ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، في أتباع التابعين (4) .
وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": ثقة يرسل (5) .
العلة الثانية: أن في سنده سعيد بن بشير أبو عبد الرحمن البصري (6) ،
__________
(1) "السابق".
(2) ذكره الحافظ ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (3/ 294) .
(3) "تهذيب التهذيب" (3/ 87) .
(4) "السابق" (3/ 86-87) .
(5) "تقريب التهذيب" (1/ 212) ،
(6) وفي ترجمته في "تهذيب التهذيب" (4/ 8-10) ، و"سير أعلام النبلاء" (7/ 304- 305) ما حاصله: [قال أبو مسهر: "لم يكن في بلدنا أحد أحفظ منه، وهو منكر الحديث"، وقال أبو حاتم: "محله الصدق"، وقال أبو أحمد الحاكم: "ليس بالقوي"، وقال بقيهَ: سألت شعبة عن سعيد بن بشير، فقال: "ذاك صدوق اللسان"، وقال ابن عيينة: "حدثنا سعيد بن بشير، وكان حافظا"، وقال دحيم:
"يوثقونه، كان حافظا"، وأما ابن مهدي فروى عنه، ثم ترك، وقال أبو زرعة:
"لا يحتج به، ومحله الصدق"، وقال البخاري: "يتكلمون في حفظه"، وقال ابن =

الصفحة 371