ثانيا: وعلى فرض! صحته، ليس فيه دليل على إباحة السفور بل هو مختص بذكر اليد.
*وعن عائشة رضي الله عنها أن هند ابنة عتبة قالت: يا نبي الله بايعني، قال: "لا أبايعك حتى تغيري كفيك، كأنهما كفا سَبُع" (1) .
* والجواب عنه كسابقه، مع أن هذا ليس فيه ما يفيد أن كفيها كانتا مكشوفتين، وفي سنده غبطة بنت عمرو المجاشعية البصرية، وعمتها، وجدتها، ثلاثتهن مجهولات.
أما غبطة: فقد ذكرها الحافظ في "لسان الميزان" (2) في (فصل في النساء المجهولات) وقال في "التقريب": "مقبولة" (3) ، يعني إذا توبعت، وإلا فلَيّنة.
وأما عمتها أم الحسن: فقال في "التقريب": "لا يعرف حالها" (4) ،
وأما جدتها: فقال الذهبي في "الميزان": أم الحسن عن جدتها عن عائشة، لا يدرى من هاتان (5) .
الشبهة السابعة
* عن سهل بن سعد (6) رضي الله عنه "أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت:
يا رسول الله، جئت لأهب لك نفسي فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعَّد النظر إليها وصوَّبه، ثم طأطأ رأسه، فلما رأت المرأة أنه لم يقصد منها شيئًا
__________
(1) أخرجه أبو داود في سننه رقم (4147) في الترجل، باب في الخضاب للنساء،
والحديث ضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (6/ 57) ، رقم (6182) وذكر أنه ضمنه "السلسلة الضعيفة" رقم (4466) .
(2) "لسان الميزان" (7/ 528) .
(3) "التقريب" (2/ 608) .
(4) "السابق" (2/ 620) .
(5) "ميزان الاعتدال" (4/612) .
(6) كان عمره حينئذ خمسة عشر عاما.