كتاب عودة الحجاب (اسم الجزء: 3)

رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128)) [التوبة: 128]
وقال في صفته في التوراة والإنجيل: (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ) [الأعراف: 157] .
فهذه الآيات صريحة في التزام مبدأ التخفيف والتيسير على الناس في
أحكام الشرع، قال الشاطبي رحمه الله تعالى: إن الأدلة على رفع الحرج في هذه الأمة بلغت مبلغ القطع (1) .
* أما السنة القولية:
فمنها: قوله صلى الله عليه وسلم: "بعثت بالحنيفية السمحة" (2) .
وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا الدين يسر، ولن يشاد الدينَ أحد إلا غلبه،
فسددوا وقاربوا، وأبشروا" (3) .
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاذًا إلى
اليمن، فقال: "ادعُوا الناسَ، وبشرا ولا تنفرا، ويسرا ولا تعسرا، وتطاوعا ولا تختلفا" (4) .
__________
(1) الموافقات (1/340) .
(2) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (5/266) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله
عنهما، ومن حديث أبي أمامة رضي الله عنه، والديلمي في "مسند الفردوس" من حديث
عائشة رضي الله عنها - انظر "كشف الخفا" ص (251) .
(3) رواه البخاري (1/ 116) في الإيمان: باب الدين يسر، وفي الرقاق (11/
300) ، باب القصد في المداومة على العمل، والنسائي (8/121 - 122) في
الإيمان، باب الدين يسر.
(4) رواه البخاري (7/657 – 658) في المغازي، باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى
اليمن، وفي الجهاد، وفي الأدب، والأحكام، والأحكام، ومسلم رقم (1733) في الجهاد،
باب الأمر بالتيسير وترك التنفير، وفي الأشربة، وأبو داود رقم (3684) في
الأشربة باب النهي عن المسكر، والنسائي (8/298، 299، 300) في
الأشربة، باب تحريك كل شراب أسكر.

الصفحة 430