كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 3)

[10] ذكر جواز عرض المرأة الثيب نفسها، وسنة النظر إليها قبل العقد؛ فإنه أحرى أن يؤدم بينهما
1864 - (خ) - حدثنا محمد بن أحمد بن شكرويه، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا محمد بن عبد الله، قال: ثنا معاذ، قال: ثنا مسدد، قال: ثنا مرحوم بن عبد العزيز العطار، قال: سمعت ثابت البناني:
أنه سمع أنسا يقول: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض نفسها، فقالت: يا رسول الله! هل لك في حاجة؟ فقالت ابنة لأنس: ما أقل حياءها -أو: واسوأتاه-! فقال: هي خير منك؛ رغبت في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرضت نفسها عليه.
1865 - (خ، م) - حدثنا أحمد بن خلف، قال: ثنا أبو عبد الله، قال: أخبرني أبو النضر، قال: ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، قال: ثنا سعيد بن أبي مريم، قال: أنا أبو غسان، قال: حدثني أبو حازم:
عن سهل بن سعد قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من العرب، فأمر أبا حميد الساعدي -أو: أبا أسيد-: أن يرسل إليها، فأرسل إليها فقدمت، فنزلت في أجم بني ساعدة، قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءها، فدخل عليها، فإذا امرأة منكسة رأسها، فلما كلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: #30# أعوذ بالله منك، فقال: ((قد أعذتك مني))، فقالوا لها: أتدرين من هذا؟ قالت: لا، قالوا: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءك ليخطبك، قالت: أنا كنت أشقى من ذلك، قال سهل: فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ، حتى جلس في سقيفة بني ساعدة هو وأصحابه، ثم قال: ((اسقنا يا سهل))، قال: فأخرجت لهم هذا القدح، فأسقيتهم فيه، قال أبو حازم: فأخرج إلينا سهل ذلك القدح، فشربنا فيه، ثم استوهبه إياه بعد ذلك عمر بن عبد العزيز، فوهبه له.

الصفحة 29