كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 3)

[14/ 5] باب أدب النكاح وحق العشرة
فمما يتعلق بالمرأة: استحباب خدمة الزوج:
1894 - (خ، م) - حدثنا الحسن بن أحمد السمرقندي، قال: أنا أبو سلمة، قال: أنا عبد الله بن أحمد، قال: أنا الحسن، قال: ثنا زهير بن سلام، قال: ثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، قال: أخبرني أبي:
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنه قالت: تزوجني الزبير، وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه وغير ناضح، قالت: فكنت أعلف فرسه، وأكفيه مؤنته، وأسوسه، وأدق النوى لناضحه وأعلفه، وأسقي الماء، وأخرز غربه، وأعجن، ولم أكن أحسن أخبز، فكان يخبز لي جارات لي من الأنصار -وكن نسوة صدق-، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي، وهو على ثلثي فرسخ، قالت: فجئت يوما والنوى على رأسي، فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه نفر من أصحابه، فدعاني، ثم قال: ((إخ إخ)) ليحملني خلفه، قالت: فاستحييت أن أسير مع الرجال، وذكرت الزبير وغيرته - وكان من #45# أغير الناس-، قالت: فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أني قد استحييت، فمضى، فجئت الزبير فقلت: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان على رأسي النوى، ومعه نفر من أصحابه، فأناخ لأركب معه فاستحييت، وعرفت غيرتك، فقال: والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه، قالت: حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك بخادم، فكفتني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني.
ومن ذلك: مراجعة الزوج دون الاستبداد، وطاعته على حالاتها سوى الحيض وصوم الفرض، وطلب هواه، وترك ما يحمله على الغيرة.

الصفحة 44