كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 3)

أصحاب الرأي أعداء اللَّه، بل هم النابتة تركوا أثر الرسول صلى اللَّه عليه وسلم وحديثه وقالوا بالرأي، وقاسوا الدين بالاستحسان، وحكموا بخلاف الكتاب والسنة، وهم أصحاب بدعة جهلة ضلال طلاب دنيا بالكذب والبهتان. فرحم اللَّه عبدًا قال بالحق، واتبع الأثر، وتمسك بالسنة، واقتدى بالصالحين، وجانب أهل البدع وترك مجالستهم ومحادثتهم أحتسابًا وطلبًا للقربة من اللَّه وإعزاز دينه، وما توفيقنا إلا باللَّه (¬1).
"مسائل حرب" ص 355 - 366

قال عبدوس: سمعت أبا عبد اللَّه أحمد بن حنبل يقول: أصول السنة عندنا: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- والاقتداء بهم، وترك البدع وكل بدعة فهي ضلالة، وترك الخصومات، والجلوس مع أصحاب الأهواء، وترك المراء والجدال، والخصومات في الدين.
والسنة: عندنا آثار رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، والسنة تفسر القرآن وهي دلائل القرآن. وليس في السنة قياس، ولا تضرب لها الأمثال، ولا تدرك بالعقول، ولا الأهواء إنما هي الاتباع وترك الهوى.
ومن السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقلها ويؤمن بها لم يكن من أهلها:
¬__________
(¬1) ورد في رواية ابن جعفر الإصطخري في "طبقات الحنابلة" 1/ 54 - 74 زيادة في آخرها: اللهم ادحض باطل المرجئة، وأوهن كيد القدرية، وأزل دولة الرافضة، وامحق شبه أصحاب الرأي، واكفنا مؤنة الخارجية، وعجل الانتقام من الجهمية. وقد ذكر الذهبي هذِه الرواية مختصرة في "السير" 11/ 302، 303 عن الإصطخري، وقال إنها منكرة وموضوعة على الإمام. اهـ ولعل الذهبي لم يطلع على هذِه الرواية عند حرب في "مسائله"، وبخاصة أنه مدح "مسائل حرب" 13/ 245 قائلًا. "مسائل حرب" من أنفس كتب الحنابلة.

الصفحة 24