كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 3)

ومثل: "سِبابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتالُهُ كُفْرٌ" (¬1).
ومثل: "من قال لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما" (¬2).
ومثل: "كفْرٌ باللَّهِ تبَرُّؤٌ مِنْ نَسَبٍ وَإِنْ دَقَّ" (¬3).
ونحوه من الأحاديث مما قد صح وحفظ فإنا نسلم له وإن لم يعلم تفسيرها ولا يتكلم فيه ولا يجادل فيه ولا تفسر هذِه الأحاديث إلا بمثل ما جاءت ولا نردها إلا بأحق منها. والجنة والنار مخلوقتان قد خلقتا كما جاء عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "دخلتُ الجنة فرأيت قصرًا" (¬4) و"رأيتُ الكوثر" (¬5). و"اطلعتُ في الجنة فرأيتُ لأهلها كذا واطلعتُ في النار فرأيتُ كذا ورأيتُ كذا" (¬6) فمن زعم أنهما لم تخلقا فهو مكذب بالقرآن وأحاديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ولا أحسبه يؤمن بالجنة والنار.
ومن مات من أهل القبلة موحدًا يصلى عليه ويستغفر له ولا تترك
¬__________
(¬1) رواه الإمام أحمد 1/ 385، والبخاري (48)، ومسلم (64) من حديث ابن مسعود.
(¬2) رواه الإمام أحمد 2/ 18، والبخاري (6104)، ومسلم (60) من حديث ابن عمر.
(¬3) رواه الدارمي في "سننه" 4/ 1891 (2905)، والبزار في "مسنده" 1/ 139 (70)، والطبراني في "الأوسط" 3/ 167 (2818) من حديث أبي بكر الصديق. وفيه السري ابن إسماعيل قال البزار: ليس بالقوي، وقد حدث عنه الزهري وجماعة كثيرة، واحتملوا حديثه اهـ. وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (4485).
(¬4) رواه الإمام أحمد 3/ 107، والترمذي (3688) من حديث أنس، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(¬5) رؤية النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- للكوثر: رواها أحمد 3/ 103، والبخاري (6581) عن أنس.
(¬6) روى الإمام أحمد 4/ 443، والبخاري (3241)، ومسلم (2738) مختصرًا من حديث عمران بن حصين مرفوعًا: "اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء".

الصفحة 31