عنه حتى يقول كما أقول.
فقال: يا أبا عبد اللَّه، البشرى، إن أمير المؤمنين قد تاب عن مقالته وهو يقول: لا إله إلا اللَّه.
فقال أحمد: كلمة الإخلاص، وأنا أقول: لا إله إلا اللَّه.
فقال: يا أمير المؤمنين، إنه قد قال كما تقول، فقال: خلِّ سبيله.
وارتفعت بالباب، فقال: اخرج فانظر ما هذِه الضجة. فخرج ثم دخل فقال: يا أمير المؤمنين، إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك، فأخرج أحمد بن حنبل إني لك من الناصحين.
فأخرج وقد وضع طيلسانه وقميصه على يده، وكنتُ أول من وافى الباب فقال الناس: ما قلت يا أبا عبد اللَّه حتى نقول؟ قال: وما عسى أن أقول، اكتبوا يا أصحاب الأخبار، واشهدوا يا معشر العامة: إن القرآن كلام اللَّه غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود.
قال أحمد بن الفرج: وكنت أنظر إلى أحمد بن حنبل والسوط قد أخذ كتفيه وعليه سراويل فيه خيط فانقطع الخيط، ونزل السراويل، فلحظته وقد حرك شفتيه فعاد السراويل كما كان، فسألته عن ذلك، فقال: نعم، إنه لما انقطع الخيط قلت: اللهم إلهي وسيدي، أوقفتني هذا الموقف، فلا تهتكني على رؤوس الخلائق. فعاد السراويل كما كان (¬1).
"حلية الأولياء" لابي نعيم 9/ 204 - 206
¬__________
(¬1) قال الذهبي في "السير" 11/ 255: هذِه الحكاية لا تصح.
قلت: قد روى مثل هذِه الحكاية كثير من تلاميذ الإمام، وممن شاهدوه في المحنة واللَّه أعلم.