كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 3)

فانطلقت إلى منزلي مكتئبا حزينا، فبينا أنا كذلك، إذ أتاني رجل فقال: أجب أمير المؤمنين. فخرجت، فإذا هو بالباب ينتظرني، فأخذ بيدي، فخلا بي، وقال: ما الذي كرهت مما قال الرجل آنفا؟
فقلت: يا أمير المؤمنين، متى ما يتسارعوا هذِه المسارعة، يحتقُّوا (¬1)، ومتى ما يحتقُّوا يختصموا، ومتى ما يختصموا يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يقتتلوا.
قال: دته أبوك، واللَّه إن كنت لأكتمها الناس حتى جئت بها (¬2).
وروي عن جابر بن عبد اللَّه قال: كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يعرض نفسه على الناس بالموقف، فيقول: "هَلْ مِنْ رَجُلٍ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ، فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلّغَ كَلَامَ رَبِّي" (¬3).
وروي عن جبير بن نفير قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنكم لن ترجعوا إلى اللَّه بشيء أفضل مما خرج منه" يعني: القرآن (¬4).
¬_________
(¬1) احتقَّ القوم: قال كل واحد منهم: الحق في يدي. انظر "لسان العرب" 2/ 940 مادة: (حقق) ..
(¬2) رواه عبد الرزاق 11/ 217 (20368).
(¬3) رواه الإمام أحمد 3/ 390، وأبو داود (4734)، والترمذي (2925)، وابن ماجه (201)، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وصححه الألباني في "الصحيحة" (1947).
(¬4) رواه الترمذي (2912) بعد أن قال: وقد روي هذا الحديث عن زيد بن أرطاة، عن جبير بن نفير، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسلًا.
ورواه الإمام أحمد في "الزهد" ص 46، وأبو داود في "المراسيل" (538)، والخلال في "السنة" 2/ 285 (1960).
قال البخاري في "خلق أفعال العباد" ص 150: هذا الخبر لا يصح لإرساله وانقطاعه. وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (2042).

الصفحة 491