كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 3)

تقرب إلى اللَّه بما استطعت، فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه (¬1).
وقال رجل للحكم بن عتيبة: ما حمل أهل الأهواء على هذا؟ قال: الخصومات (¬2).
وقال معاوية بن قرة -وكان أبوه ممن أتى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: إياكم وهذِه الخصومات، فإنها تحبط الأعمال (¬3).
وقال أبو قلابة -وكان قد أدرك غير واحد من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: لا تجالسوا أصحاب الأهواء -أو قال: أصحاب الخصومات- فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم، ويلبسوا عليكم بعض ما تعرفون (¬4).
ودخل رجلان من أصحاب الأهواء على محمد بن سيرين، فقالا: يا أبا بكر نحدثك بحديث؟ فقال: لا. قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب اللَّه؟ قال: لا، لتقومان عني أو لأقوم عنكما.
قال: فقام الرجلان فخرجا، فقال بعض القوم: يا أبا بكر، وما عليك أن يقرآ عليك آية من كتاب اللَّه تعالى؟
¬__________
(¬1) رواه ابن أبي شيبة 6/ 136 (30089)، والآجري في "الشريعة" ص 69 (148)، وصححه الحاكم 2/ 441.
(¬2) رواه الآجري في "الشريعة" ص 53 (117)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" 1/ 145 (218).
(¬3) رواه الآجري في "الشريعة" ص 52 (110)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" 1/ 145 (221).
(¬4) رواه الدارمي في "سننه" 1/ 387 (405)، والآجري في "الشريعة ص 52 (109)، وابن بطة في "الإبانة" كتاب الإيمان 2/ 435 (363)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" 1/ 151 (244).

الصفحة 493