93 - فصل: الواقفة والرد عليهم
قال أبو داود: سمعت أحمد، سئل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: كلام اللَّه، ثم يسكت، فقال: ولم يسكت؟ ! لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا لأي شيء لا يتكلمون؟ ! (¬1)
وقال أبو داود: سمعت أحمد ذكر رجلين كانا وقفا في القرآن ودعيا إليه فجعل يدعو عليهما وقال لي: هذا -لأحدهما- فتنة عظيمة، وجعل يذكرهما بالمكروه.
"مسائل أبي داود" (1705 - 1706)
قال أبو داود: سمعت أحمد وقيل له: كتب إليك فلان -رجل من المحدثين كان قذف بالوقف- كتابا به؟
قال: ما أحب مثله إذا كان على ذلك الرأي.
فقيل له: لعل فيه شيئًا، فأذن أن يأتي به.
وقال أبو داود: سمعت أحمد وقيل له: إن فلانا -يعني: هذا الرجل (¬2) - روى عليك أنك أمرته أن يقف.
قال: وأنا لم أثبته معرفة إلا بعد وإنه ربما سألني الإنسان عن الشيء فأقف، لا أقف إلا كراهية الكلام فيه.
"مسائل أبي داود" (1708 - 1709)
¬_________
(¬1) رواها الآجري في "الشريعة" ص 76 ثم قال: معنى قول أحمد في هذا المعنى: يقول: لم يختلف أهل الإيمان أن القرآن كلام اللَّه، فلما جاء جهم فأحدث الكفر بقوله: إن القرآن مخلوق. لم يسع العلماء إلا الرد عليه بأن القرآن كلام اللَّه غير مخلوق بلا شك ولا توقف فيه، فمن لم يقل: غير مخلوق سمي واقفا، شاكًّا في دينه.
(¬2) في "السنة" الخلال: اسمه أبو سمينة.