كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 3)

94 - فصل: مجانبة الواقفة
قال صالح: قلت لأبي: ولا يكلم من وقف؟ قال: لا يكلم.
قلت: [فإن] (¬1) كلمه رجل؟ قال: يأمره، فإن ترك كلامه كلمه، وإن لم يترك كلامه فلا تكلمه.
"سيرة الإمام أحمد" لصالح ص 72

قال أبو داود: ورأيت أحمد سلم عليه رجل من أهل بغداد -قال أبو داود: بلغني أنه أبو بكر المغازلي ممن وقف فيما بلغني- فقال له: اغرب، لا أرينك تجيء إلى بابي -في كلام غليظ- ولم يَرد عليه السلام، وقال له: ما أحوجك أن يصنع بك ما صنع عمر بصبيغ (¬2) -
¬__________
(¬1) في المطبوع: قال.
(¬2) روى الإمام مالك ص 282 عن الزهري عن القاسم بن محمد أن رجلَّا جَاء يسأل ابن عباس، فكرر في المسألة حتى كاد أن يحرجه فقال ابن عباس: أتدرون ما مَثَلُ هذا؟ مثل صبيغ الذي ضربه عمر بن الخطاب ا. هـ باختصار.
وروى عبد الرزاق 11/ 426 (20906) عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه أن صبيغًا قدم على عمر فقال: من أنت؟ فقال: أنا عبد اللَّه صبيغ، فسأله عمر عن أشياء، فعاقبه.
قال عبد الرزاق: في علمي أنه قال: وحرق كتبه، وكتب إلى أهل البصرة ألا تجالسوه.
وروى الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" 1/ 554 - 545 (717) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 23/ 412 عن السائب بن يزيد أنه قال: أتي إلى عمر فقالوا: إنا لقينا رجلًا يسأل عن تأويل القرآن بنحوه.
ورواه الدارمي 1/ 252 (146)، والآجري في "الشريعة" ص 65 (144) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 33/ 410 عن سليمان بن يسار وروى البزار 1/ 433 (299) عن سعيد بن المسيب. ورواه ابن عساكر 23/ 413 عن محمد بن سيرين. قال الحافظ في "الإصابة" 2/ 199 بعد ذكر رواياته وتضعيف بعضها: أخرجه ابن الأنباري -يعني: في "المصاحف"- عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد، عن عمر بسند صحيح.

الصفحة 522