قال أبو داود: سمعت إسحاق بن إبراهيم بن راهويه ذكر اللفظية فبدعهم.
"مسائل أبي داود" (1745)، (1752)
قال أبو داود: ثنا يعقوب بن إبراهيم أن أحمد بن محمد بن حنبل قال له: اللفظية إنما يدورون على كلام جهم؛ يزعمون أن جبريل عليه السلام إنما جاء بشيء مخلوق [إلى مخلوق] يعني: [جبريل] (¬1) مخلوق جاء به إلى محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- (¬2).
قال أبو داود: ثنا أحمد بن إبراهيم قال: سألتُ أحمد بن حنبل قلتُ: هؤلاء الذين يقولون: إن ألفاظنا بالقرآن مخلوقة، فقال: هذا شر من قول الجهمية، من زعم هذا فقد زعم أن جبريل عليه السلام جاء بمخلوق وأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- تكلم بمخلوق (¬3).
"مسائل أبي داود" (1753 - 1754)
¬__________
(¬1) ما بين المعكوفات من "الإبانة".
(¬2) رواه حرب في "مسائله" ص 423، والخلال في "السنة" 2/ 324 - 325 (2116)، وابن بطة في "الإبانة" كتاب الرد على الجهمية 1/ 331 - 332 (132).
(¬3) رواه الخلال في "السنة" 2/ 325 (2117)، وذكرها الذهبي في "السير" 11/ 290 وقال: فقد كان هذا الإمام لا يرى الخوض في هذا البحث خوفًا من أن ينذرع به إلى القول بخلق القرآن، والكف عن هذا أولى. آمنا باللَّه تعالى، وبملائكته، وبكتبه، ورسله، وأقداره، والبعث، والعرض على اللَّه يوم الدين. ولو بسط هذا السطر، وحرر وقرر بأدلته لجاء في خمس مجلدات، بل ذلك موجود مشروح لمن رامه، والقرآن فيه شفاء ورحمة للمؤمنين، ومعلوم أن التلفظ شيء من كسب القارئ غير الملفوظ، والقراءة غير الشيء المقروء، والتلاوة وحسنها وتجويدها غير المتلو، وصوت القارئ من كسبه فهو يحدث التلفظ والصوت والحركة والنطق، وإخراج الكلمات من أدواته المخلوقة، ولم يحدث كلمات القرآن، ولا ترتيبه، ولا تأليفه، ولا معانيه.
فلقد أحسن الإمام أبو عبد اللَّه حيث منع من الخوض في المسألة من الطرفين إذ كل =