المكنة التمكن كالطلبه والتبعه من التطلب والتتبع يقال: إن فلانًا له مكنة من السلطان أي ذو تمكن [1/ 383] أي أقروها على كل مكنة يرونها عليها ودعوا التطير بها، قال الزمخشري (¬1): يروى مكناتها جمع مكن ومكن جمع مكان كصعدات في صعد وحُمرات في حُمر انتهى. وعلى التفسير الأول فهو مخصص بالغراب والحدأة وغيرها من الفواسق فلا تقر على بيضها وكذلك على الثالث (د ك عن أم كرز) (¬2) بضم الكاف وسكون الراء ثم زاي صحابية (¬3) وصححه الحاكم وسكت عليه أبو داود وتعقب بأن فيه سباع بن ثابت قال في الميزان (¬4): لا يكاد يعرف.
1345 - "أقسم الخوف والرجاء أن لا يجتمعا في أحد من الدنيا فيرح ريح النار ولا يفترقا في أحد في الدنيا فيرح ريح الجنة (هب عق واثلة) ".
(أقسم) القسم الحلف ونسبته إلى (الخوف والرجاء) (¬5) مجاز وهو خوف العبد من مولاه ورجاؤه لرحمته ورضاه (أن لا يجتمعا في أحد في الدنيا فيريح) تجد (ريح النار) كناية عن عدم قربه منها ودنوه إليها وذلك أن من خاف اجتنب المأثم حذرًا من عقوباتها ومن رجا أتى بالطاعات طمعًا في قبولها والجزاء عليها لا أنه يرجوا الغفران والرحمة مع ارتكاب كل كبيرة والإعراض عن الله فهذه أمنية
¬__________
(¬1) انظر: الفائق للزمخشري (3/ 381).
(¬2) أخرجه أحمد (6/ 381)، وأبو داود (2835) والحاكم (4/ 237) وقال: صحيح الإسناد والطبراني (25/ 167 رقم 407). والبيهقي (9/ 311). وأخرجه أيضًا: الطيالسي (1634) وابن حبان (6126)، قال الهيثمي (5/ 106): رواه الطبراني بأسانيد ورجال لا أحدها ثقات. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1177).
(¬3) الإصابة (8/ 286).
(¬4) الميزان (3/ 170).
(¬5) وضع لهذا الحديث عنوان لهذا الحديث في الحاشية: مطلب في الرجاء والخوف.