كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 3)

أحد في الدنيا فيريح رائحة الجنة) وذلك بأن يكون خائفًا خوف الآيس من رحمة الله وروحه {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87] فلا يأتي بطاعة يرجو قبولها أو يكون راجيا رجاء أهل الأماني الفارغة فيرتكب المعاصي واثقًا بغفرانها كما قال خليع الشعراء (¬1):
تَكَثَّر ما استَطَعتَ مِنَ المعَاصِي ... فَإِنَّكَ بَالِغ رَبًّا غَفورا
تَعُضُّ نَدامَةً كَفَّيكَ مِمَّا ... تَرَكتَ مخَافَةَ النارِ السُرورا
(هب عن واثلة) (¬2) وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه (¬3) من حديث أنس بلفظ دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم - على شاب وهو في الموت فقال: "كيف تجدك؟ " قال: إني أرجو الله وأخاف ذنوبي، فقال: "لا يجتمعان في هذا الموطن في قلب رجل إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف".

1346 - "اقْضُوا الله فَاللهُ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ (خ عن ابن عباس) " (صح).
(اقضوا الله فالله أحق بالوفاء) هو بعض من حديث أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن أختي نذرت أن تحج وأنها ماتت فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لو كان عليها دين أكنت قاضيه عنها؟ " قال: نعم، قال: "فاقض الله فهو أحق بالقضاء" وقد رُوي بألفاظ
¬__________
(¬1) منسوب إلى أبي النواس الحسن بن هانئ بن عبد الأول (146 - 198هـ).
(¬2) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (1004). وأخرجه أيضًا: الديلمي (1/ 403، رقم 1626). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1074) وقال في السلسلة الضعيفة (6149) منكر.
في إسناده علل:

1 - الانقطاع بين واثلة وابن أبي مالك واسمه خالد بن زيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك قال الحافظ في التقريب (1688) مات سنة (185) وهو ابن ثمانين.

2 - ابن مالك أبي هذا قال الحافظ في التقريب (1688) ضعيف مع كونه كان فقيها وقد اتهمه ابن معين.

3 - أبو إسحاق الرباحي: لم أعرفه.

4 - إبراهيم بن منقذ: لم أجد له ترجمة.
(¬3) أخرجه الترمذي (983)، والنسائي في الكبرى (6/ 262)، وابن ماجه (4261) عن أنس.

الصفحة 13