كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 3)

أصبهان وهو أفضله وأجوده سريع التفتت الذي لفتاته بصيص وداخله أملس وليس فيه شيء من الأوساخ ومزاجه بارد يابس ينفع العين ويقويها ويشد أعضائها ويحفظ صحتها (المروَّح) بضم الميم وتشديد الواو بعد الراء ثم حاء مهملة في النهاية (¬1) أنه المطيب بالمسك كأنه جعل له رائحة تفوح بعد أن لم يكن له رائحة انتهى. والمسك يجلو بياض العين ويمسك رطوبتها وينشف الرياح فيها فلذا أرشد إليه - صلى الله عليه وسلم - وذكر فائدته بقوله (فإنه يجلو البصر) عن الأقذاء وما يتعلق بها (وينبت الشعر) شعر الأهداب الذي جعله الله وقايةً للعين وسورًا على أجفانها ويأتي حديث عائشة أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يكتحل كل ليلة ومثله حديث ابن عباس وفيه وزعم أنه - صلى الله عليه وسلم - كان له مكحله يكتحل منها كل ليلة ثلاثة في هذه (¬2) وثلاثة في هذه ذكره المنذري في الترغيب (حم عن النعمان الأنصاري) (¬3).
¬__________
(¬1) النهاية (2/ 275).
(¬2) أخرجه الترمذي (1757)، وقال: حديث حسن. وانظر: الترغيب والترهيب (3196).
(¬3) أخرجه أحمد (3/ 476) في إسناده أبو النعمان عبد الرحمن بن النعمان بن معبد عن أبيه أورده الذهبي في المغني (3646) وقال ضُعِّف وصدَّقه أبو حاتم، وقال الحافظ في التقريب (4029) صدوق ربما غلط. وأبوه النعمان بن معبد بن هوذة مجهول كما قال الحافظ في التقريب (7161). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1091) والسلسلة الضعيفة (724).

الصفحة 34