كتاب فتح الودود في شرح سنن أبي داود (اسم الجزء: 3)

الْأَرْضِ أَلْزَمُهُمْ مُهَاجَرَ إِبْرَاهِيمَ، وَيَبْقَى فِي الْأَرْضِ شِرَارُ أَهْلِهَا تَلْفِظُهُمْ أَرْضُوهُمْ، تَقْذَرُهُمْ نَفْسُ اللَّهِ، وَتَحْشُرُهُمُ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ».
===
مختلفة وقيل: مجتمعة والمراد سيصيرون فرقًا ثلاثة، "خر لي" أمر من خار أصله الخير ضد الشر، أي اختر لي خير تلك الأماكن، والخيرة بكسر الخاء المعجمة وفتح الياء وقد تسكر أي مختارة، "يجتبي" افتعال من جبى جيم ثم موحدة، قيل: يجوز أن يكون متعديًا بمعنى يجمع ففيه ضمير فاعله و"خيرته" بالنصب مفعوله، ويحتمل أنَّه لازم بمعنى يجتمع و"خيرته" بالرفع فاعله أي يجتمع إليها المختارون من عباده، قلت: يقال: "اجتباه: اصطفاه، "أبيتم" أي امتنعتم عن (¬1) ما اختاره الله أيها العرب واخترتم بلادكم فالزموا يمنكم، وأضيف اليمن إليهم لأن الكلام مع العرب واليمن من بلادهم، و"الغدُر" كصُرُد جمع غدير، وهو الحوض وإضافة الغُدر إليهم كإضافة اليمن؛ تفيد أن المراد: غدر اليمن والمراد ترغيبهم في اليمن وترك البادية بأن اليمن من بلادكم القديمة وماءها من قديم مياهكم، فلو انتقلتم إليها من البادية كان أحسن لكم يومئذ، وقيل: قوله: "واسقوا من غدركم" راجع إلى قوله: "عليك بالشام" وما بينهما كلام معترض أي ليسق كل من غديره الَّذي اختص به، فلا يزاحم غيره. لاسيما أهل الثغور؛ لئلا يكون سببا للاختلاف وتهييج الفق، وقيل: يمكن جعله متعلقا بالكل وهذا مما يحتاج إلى مراعاته الكل "توكل" قيل: هو سهو والصواب: تكفل لكن الرواية ليست إلا "توكل"، فالوجه أن المراد بالتوكل: التكفل فإن الوكيل يتكفل القيام به، والمعنى أنَّه ضمن لي حفظها وعهد إليّ بذلك والله تعالى أعلم.
¬__________
(¬1) ليست بالأصل.

الصفحة 10